توفي الممثل اللبناني أنطوان كرباج اليوم الأحد عن عمر يناهز الـ90 عاماً بعد معاناة مع مرض الزهايمر، تاركاً خلفه إرثاً مميزا ومسيرة فنية عريقة.
تفاعل النجوم والجمهور بشكل واسع مع الخبر الحزين، وتصدر اسم الراحل محرك البحث ومواقع التواصل الاجتماعي وحرص عدد كبير من النجوم اللبنانيين والعرب على وداعه ونعيه بكلمات نابعة من القلب، مستذكرين تاريخه العريق وأدواره المتنوعة التي قدمها.
وكتب الفنان رودني حداد:”للشعوب الراقية ذاكرة فنيّة جماعية تراكميّة تحدّد هويتها و مستوى رقيّها … يُفقد اليوم الممثل انطوان كرباج و ينضم إلى بناء #الذاكرة_الجماعيّة
ونعته الفنانة نانسي عجرم كاتبة:”مسيرة كبيرة ختمها الممثل القدير #أنطوان_كرباج اليوم. غياب الجسد ما بيمحي أعمال حلوة طبعت ذاكرتنا ورح تضل معنا. الله يرحمه ويصبر عيلته
ونعته الفنانة ورد الخال كاتبة:” زعل على زعل … وغاب خيط من خيوط الشمس.. أنطوان كرباج …. ” قولك يا جدّي في عدل ؟!” ( من مسلسل المحتالة ..) لروحك السلام … إلى اللقاء
نعت الممثلة ليليان نمري بكلمات مؤثرة الفنان انطوان كرباج، وكتبت عبر حسابها على موقع فايسبوك: “الموت غيَب الممثل القدير انطوان كرباج المبدعين ما بيموتوا بيتخّلدوا بأعمالهم المُشّرفة الله يرحمك ويصبر عيلتك ومحبينك على رجاء القيامة نصبُر”
وكتب الشاعر نزار فرنسيس/:التاريخ.. ما بيموت..
وكتب الفنان زين العمر:” خسارة كبيرة للفن اللبناني والعربي… #أنطوان_كرباج من أعمدة المسرح والتلفزيون، بصوته الجهوري وأدائه الراقي. ذكراه ستبقى خالدة في كل عمل قدّمه، وفي قلوب كل من أحبّوه وتابعوا مسيرته.
وكتب الفنان وسام صباغ:”مسيرة مليئة بالعطاء والإبداع والتمّيز ، وداعاً #انطوان_كرباج
يذكر ان موهبة أنطوان كرباج المثيلية ظهرت منذ صغره عندما كان يبلغ من العمر 9 سنوات، حيث ألف العديد من المقاطع المسرحية التي قدمها بطريقة طفولية للجيران والأقارب.
وبدأت مسيرة الراحل بعمل مسرحي شارك فيه في المغرب وهو “أطلال وليل”، وبعدها تعاون مع الكاتب والممثل المسرحي الراحل منير أبو دبس حتى عام 1968 وانتقل بعدها للعمل مع الأخوين الرحابنة. وكذلك قدّم أعمالا تلفزيونية مهمة منها مسلسل “البؤساء” و”لمن تغني الطيور”، و”بربر آغا” وغيرها من الأعمال الناجحة.
السيرة الذاتية
أنطوان كرباج، ممثل ومسرحي لبناني ولد في بلدة زبوغة، سفح جبل صنين، لبنان، لأسره لبنانية فوالده هو شكري كرباج، ووالدته تدعى إيراساما كرم، وهو الشقيق الأكبر لأربعة شباب وفتاة. وقد تلقى علومه في المدرسة الرسمية، كما درس مادتي التاريخ والجغرافيا في دار المعلمين وتخرج من الجامعة اليسوعية.
تزوج أنطوان من الشاعرة والصحافية والرسامة (لور غريب) عام 1966، ولديه منها ثلاثة أولاد هم: (وليد، رولا، مازن).
ظهرت موهبته التمثيلية في سن التاسعة، عندما كان يؤلف (الإسكتشات) ويؤديها مع الجيران والأقارب في منزله. وفي أواخر الخمسينيات عند دراسته للتاريخ في جامعة القديس يوسف بالكلية الشرقية، بدأ نشاطه المسرحي على مسرح الجامعة، إلا أن أول عمل مسرحي شارك فيه جديا كان في المغرب عبر مسرحية (أطلال وليل)، وبعدها تعاون مع (منير أبو دبس) حتى عام 1968 الذي انتقل فيه إلى الرحابنة، إلى جانب هذا فقد قدم العديد من الأفلام بداية من (غارو) عام 1965، وكذلك (سفر برلك) عام 1967، ورغم كل ذلك فقد كانت بدايته في الدراما متأخرة حيث جاءت عام 1974 عبر مسلسل (البؤساء).
عاد الى بعلبك مع السيدة فيروز بعد غيبة العشرين سنة من الحروب قبل أن يرحل الفنان منصور الرحباني وشاويش مسرحهم وليم حسواني .
عاد الى الدراما التلفزيونية بعد الحرب ووقف أمام السي فرنيني في ” عصر الحريم ” وأمام هيام أبو شديد في ” لولا الحب ” كما كان يقف أمام الكبيرتين هند أبي اللمع ونهى الخطيب في الزمن الذهبي الجميل .
أنطوان كرباج بربر آغا ويوسف بيك كرم وأبو بليق مع رفيقه الكاتب أنطوان غندور قامة كبيرة من الصعب أن تتكرر صوتاً وشكلاً وحضوراً شاملاً .
رفض الانصياع لحرب المدفع حين قصفت الدراما اللبنانية كما باقي القطاعات ، وتحدى صوت القدائف حين قام ببطولة فيلم ” نساء في خطر ” وحين وقف على خشبة المسرح في ” أمرك سيدنا ” دون أن يخشى تهديدات أسياد الحرب على أنواعهم .
يرحل أنطوان كرباج الليلة الى حيث يتحضر لملاقاته ” الاخوان الرحباني ” ونصري شمس الدين وفيلمون وهبة وجوزاف ناصيف وروميو لحود وسلوى القطريب وغيرهم .
يرحل اليوم الى حيث تنتظره شريكة دربه لور فيعزف معها لحن الموت على إيقاع : يا لور حبك قد لوع الكرباج .