تكريم الفنانة القديرة منى واصف في ملتقى الإبداع احتفاءً بمسيرتها في دمشق بحضور رسمي وإعلامي


كأحد معالم دمشق القديمة أطلت الفنانة القديرة “السنديانة” منى واصف على مسرح المؤلف الكبير والمسرحي المبدع “سعد الله ونوس”، شامخةً كما شموخ قاسيون الذي لم يفارق حديثها منذ البداية وكبيرة كما الجامع الأموي الذي يمثلنا بكل اختلافاتنا لتمتعنا بحديثها الذي لطالما اتسم بالعفوية والطرافة منذ بداية “الملتقى الإبداعي” الذي احتضنته أروقة “المعهد العالي للفنون المسرحية” وسط العاصمة دمشق.

وبحضور رسمي وإعلامي كبير جالت الفنانة “منى واصف” برفقة وزيرة الثقافة الدكتورة “لبانة مشوّح” على عدد من أقسام المعهد وتخلل الجولة لوحات راقصة لطالبات “المعهد العالي” حيث أثنت واصف على أداء الطالبات متمنية لهنّ النجاح في مسيرتهنّ العملية، ثم توجه الجميع إلى مسرح “سعد الله ونوس” ليبدأ الملتقى الذي بدأ بفيديو بانورامي استعرض أهم أعمال “واصف” منذ بداياتها مستذكراً المشهد الشهير من مسلسل “أسعد الوراق” الذي لايزال يدغدغ ذاكره السوريين مروراً بفيلم “الرسالة” ومسلسل “ليالي الصالحية” والكثير من أعمالها الفنية ليختتم بمشهد مؤثر جمعها مع الفنان “تيم حسن” من مسلسل “الهيبة”.

وانطلق الحوار برحلة شيقة أخذت بها “واصف” طلاب المعهد والحضور إلى سنوات بدايتها بحديث أداره الناقد “سعد القاسم”، حمل بين طياته الكثير من الحنين للماضي والوقفات الفنية لأبطال ورواد المسرح الأوائل مثل الفنان الكبير “دريد لحام”، والفنان الراحل “نهاد قلعي” وغيرهم الكثير الذين أغنوه بتجاربه التي كانت وستبقى تدرس عبر مسارح العالم.

وتحدثت “واصف” عن بداياتها مع المسرح العسكري والعروض التي قدمتها في سورية وخارجها، كما أخدها الحنين لتروي قصة حبها مع الملازم أول “محمد شاهين” واستذكرت الراحلين “رفيق الصبان ويوسف حنا وهاني الروماني” وغيرهم، وانتسابها للمسرح القومي في ذاك الوقت، كما كان لأحلامها التي كانت تخبئها في خيالها حصة من الحديث الممتع التي لطالما كانت تقطعه بضحكاتها الرقيقة، وحكت صاحبة شخصية “هند الهنود” كيف اختارها المخرج الراحل “مصطفى العقاد” لتؤدي دور رشحت له أهم الممثلات في الوطن العربي، والذي شكلت نقطة تحول كبيرة في حياتها العملية وأوصلها للوطن العربي كله.

وبينت صاحبة شخصية “أم جبل” التي حقق نجاحاً باهراً على امتداد الوطن العربي خلال حديثها حبها وولعها بأبو الفنون “المسرح”، كما أظهرت شغفها في العمل الذي أوصلها لما هي عليه اليوم واحترامها لتفاصيل يمكن أن يقال عنها “صغيرة”، عند البعض لكنها بالنسبة لها في غاية الأهمية.

الملتقى تخلله أسئلة لطلاب المعهد العالي للفنانة “منى واصف” عن كيفية الوصول للشهرة والعديد من الأمور التي ستساعدهم في مشوار ما بعد المعهد والتي بدورها نصحتهم بعدم استعجال الشهرة والمثابرة والاجتهاد الدائم وعدم الخوف من الفشل وذلك كله يقوم على مبدأين جمعتهم في جملة يمكن أن تكون حكمة للجميع “تلافي النشوة الزائدة من النجاح وعدم الخوف من الفشل”.

وانتهى الحوار بتكريم من إدارة المعهد للفنانة القديرة “منى واصف” عبر تقديم درع المعهد العالي لها، وبصورة تذكارية جمعت طلاب المعهد مع “السنديانة” الدمشقية.

واعتبرت وزيرة الثقافة الدكتورة “لبانة مشوّح” في حديثها للصحفيين أن “ملتقى الإبداع”، الذي تقيمه إدارة “المعهد العالي للفنون المسرحية” خطوة مهمة تسجل في تاريخ المعهد وخاصةً أنه افتتح جلساته مع الفنانة “منى واصف” ما من شأنه مساعدة الطلاب على تلمس طريق النجومية.

كما أشار الدكتور “تامر العربيد” عميد المعهد إلى أن “ملتقى الإبداع” جاء كون “معهد الفنون المسرحية” مؤسسة بحثية إبداعية يسعى إلى تقديم خلاصة تجارب المبدعين لطلابه كي يتعلموا منها بما يتوافق مع تاريخه ومسيرته منذ التأسيس مع جيل المبدعين من أساتذة المسرح.