ذكرى ميلاد اسطورة المسرح القومي جورج أبيض الـ 141 عاما.. وكيف كان له دور بنجاح الكوميدي القصري


يمر اليوم 141 عاما على ميلاد رائد المسرح الفنان الكبير جورج أبيض الذي ولد في مثل هذا اليوم الموافق 5 مايو عام 1880 في بيروت ثم هاجر إلى مصر عندما كان عمره 18 عاماً ليبدأ مشواره الفنى الطويل والثرى والذى أصبح خلاله أحد أهم رواد المسرح والفن المصرى والعربى.

دخل جورج أبيض إلى مصر وهو حامل شهادة دبلوم التلغراف وذلك ما أهله للعمل بعد عام بسكك حديد الإسكندرية، وكان يعشق الفن والمسرح، وفي عام 1904 شاهده الخديوي عباس في مسرحية سياسية مترجمة تحت عنوان “برج نيل” فأعجب به وأرسله إلى باريس لدراسة الفن، وعاد لمصر عام 1910 ومعه فرقة فرنسية تحمل اسمه وبدأ بعرض مسرحيات باللغة الفرنسية.

وقدمت فرقته أكثر من 130 مسرحية مترجمة ومؤلفة طوال عشرين عاما، وانطلق من فرقته الكثيرون من نجوم الفن.

و كان جورج أبيض أيضاً من رواد السينما حيث قدم أول فيلم غنائي مصري وهو فيلم أنشودة الفؤاد عام 1932، و في عام 1943 انتخب ليكون أول نقيب لنقابة الممثلين في مصر، وتعلم على يديه كل الفنانين الذين التحقوا بمعهد الفنون المسرحية الذى ظل يدرّس به حتى وفاته.

مسرحياته
اوديب الملك
لويس الحادي عشر
عطيل
تاجر البندقية
ترويض النمرة
عدو الشعب
شارل السادس
تيمور لتلك الساحرة
العشرة الأولى
الشعلة
العرائس
صلاح الدين وملكة أورشليم
أبطال المنصورة
الحاكم بأمر الله
الهوارى
حور محب
عاصفة على بيت وسفينة نوح
البدوية

ورغم أن الفنان الكبير وصاروخ الكوميديا عبدالفتاح القصري لم يعمل سوى فترة بسيطة جداً بمسرح جورج أبيض إلا أن ذلك كان له تأثير كبير في حياته ونجوميته، وهو الذي حول مساره لطريق الكوميديا الذي أبدع فيه، وذلك حين صفعه جورج أبيض على وجهه فتحول مساره.

وتعود القصة التي ذكرها المؤرخ الفني ماهر زهدي، إلى أن القصري في بداية مشواره الفني التحق بفرقة جورج أبيض الذي تحمس له بعدما عرف إتقانه للغات وقدرته على ترجمة المسرحيات، وأعطاه جورج ابيض دورًا في مسرحية «أوديب ملكا».

وللقارئ أن يتخيل نجم كوميدي وهو يقف أمام جورج أبيض في مسرحية تراجيدية جادة، ليقوم أبيض بدور أوديب، بينما يقوم القصري بدور العراف الأعمى، فيقول اوديب للعراف الذي وصفه بالقاتل «صه يابن الجحيم»، ويأتي الدور على العراف عبدالفتاح القصري الذي أراد التجويد فرد بصوته وطريقته المميزة «واحسرتااااه أنا تقوللي صه»، فانفجر الجمهور ضحكًا، وارتبك جورج أبيض وغضب بعدما أخرجه القصري من حالة الاندماج مع الشخصية، فأمر بإغلاق الستار، وانفعل على القصري في الكواليس ووصفه بالفاشل وأنه لن يكون ممثلًا أبدًا.

تعجب القصري لأنه ظن أن ضحك الجمهور معناه نجاحه، فازداد انفعال جورج أبيض وصفع القصري على وجهه وطرده من المسرح، وصدرت الصحف في اليوم التالي لتتحدث عن واقعة ضرب جورج أبيض لممثل مبتدئ أفسد العرض المسرحي، واعتقد القصري أن هذه الصفعة كتبت نهاية مشواره الفني القصير ولن تقبله أي فرقة مسرحية بعدما انتشرت تفاصيل الواقعة وحكم عليه جورج أبيض بالفشل.

لم يكن القصري يعلم أن هذه الواقعة ستكون سببًا في انطلاقه الفني وسوف ترسم خارطة طريقه ليكون أحد عمالقة الكوميديا الذين لا يتكررون.

فبمجرد أن سمع نجيب الريحاني بأن فنانًا مغمورًا طرده جورج أبيض لأنه أضحك الجمهور بدلًا من أن يبكيه، بحث الريحاني عن هذا المغمور ليضمه إلى فرقته، وبعدما عثر عليه وقع معه عقدًا للعمل في فرقت، ليتألق القصري في فرقة الريحاني ويبدأ مشواره مع النجومية والكوميديا.