مجلة “ذا أتلانتيك” تحذر: «تويتر» يدمر مستوى الصحافة حول العالم


سلّطت مجلة «ذا أتلانتيك»، الأمريكية، الضوء على الأضرار التي تسبب بها موقع «تويتر» لمهنة الصحافة في أمريكا والعالم كله، موضحة أن الصحفيين أدمنوا استخدام المنصة كمصدر للمعلومات، إذ يدونون التغريدات كموضوعات نقاش وقصص إخبارية على المواقع والصحف، وهو ما يترك الجمهور في حالة مشوشة.

قالت المجلة، في تقرير، أمس: «يكتب الصحفيون باستمرار أخبارًا، نقلًا عن تويتر، ليس فقط تغريدات السياسيين والمشاهير، بل جدالاتهم الشخصية ومشاحنات الجمهور على موقع التدوينات العالمي».

ووفقًا للتقرير، فقد أصبحت تلك الظاهرة مشكلة كبيرة، ليس فقط لأنها تضر بالصحافة ولكن لأن ما يتحدث عنه المشاهير والسياسيون على «تويتر» يقوم الصحفيون بنقله لجمهور أوسع، وغالبًا ما يتسبب ذلك في تشويه الحدث.
وكتب الصحفي الأمريكي فرهاد مانجو مقالًا بعنوان «لا تغرّد أبدًا»، في صحيفة «نيويورك تايمز»، قال فيه إن «تويتر» موقع سام بالنسبة للصحفيين، وينبغى أن يتخلوا عنه قدر الإمكان، مشددًا على أن «تويتر يدمر الصحافة الأمريكية».

وتباينت آراء الصحفيين الأمريكيين حول أهمية «تويتر»، فمنهم من قال إنه «جزء كبير من كيفية قيامنا بوظائفنا الآن»، وقال آخرون: «يمكن تقبل أنه كابوس ضرورى، أو يمكن محاولة التظاهر بأن هناك طريقة صحية لاستخدامه، ولكن في كلتا الحالتين لا يزال تويتر هو الجحيم».

وأشارت «ذا أتلانتيك» إلى أن «تويتر» يمارس نفوذًا وتأثيرًا كبيرًا على الخطاب الصحفى الآن، موضحة: «أصبحت الأفكار على المنصة العالمية سلعة رخيصة للغاية، إذ يمكن للصحفي أن يقول إن هناك شيئًا ما، وذلك لتضخيمه، كما أن التقارب المؤسف بين الصحفيين وصانعي السياسة على تلك المنصة الاجتماعية يعني أنه- كما هو الحال مع السياسة نفسها- قد لا يهتم الصحفي بالتغريدة ذاتها، بقدر ما يهتم بمن كتبها، ومن هنا يبدأ الصحفي في تهويل القصة».

وقالت المجلة إن وسائل الإعلام بحاجة ماسة إلى التوقف عن الاعتماد على «تويتر» لبناء القصص الإخبارية، وتحتاج كل الوكالات الإخبارية للتوقف عن الانخراط في السلوكيات المدمرة من استخدام منصة التغريد كمصدر، لأنها تؤثر بشكل كبير، ويمكن أن تزيد من المشكلات السياسية.

 

 

 

وأشارت إلى خطورة الاعتماد على «تويتر» صحفيًا، وقالت: «على سبيل المثال وجدت دراسة حديثة أن أكثر من ٨٠٪ من المستخدمين والحسابات التي نشرت معلومات مضللة خلال الانتخابات الأمريكية عام ٢٠١٦ لا تزال نشطة»، واستشهدت بكتاب جديد يحمل عنوان «LikeWar: Weaponization of Social Media»، يوضح خبيران في الأمن القومي فيه كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتوسيع مسرح الحرب ولإشعال الخلافات بشكل أكبر.

ولفت موقع «BuzzFeed News» إلى أن عددًا من الدول تفكر حاليًا فى صياغة تشريعات تستهدف تقنين استخدام «تويتر» وبقية وسائل التواصل الاجتماعي لمواجهة التغريدات المزيفة.

 

ولفتت المجلة إلى أن «تويتر» يجعل الصحافة تتحول إلى التناول الرخيص وتبتعد عن النقاش المنطقي، فلم يعد الموقع العالمي المنصة المثالية للصحافة، ولكنه مركز حرب إعلامية متواصلة.

وخلصت إلى أنه بالنسبة للصحفي، فإن تخطي أزمة الإدمان على استخدام «تويتر» يتطلب ثباتًا مكثفًا، وأول الطريق هو التوقف عن استخدامه لكتابة القصص، شأنه شأن مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى.