تغيرت نظرة العالم لذوي الاحتياجات الخاصة، خاصة أن لديهم العديد من القدرات الخاصة المميزة لهم، حيث لم تقف الإعاقة حاجزا أمام طموحاتهم ومواهبهم، وإنما كانت سبب في تطورهم وتميزهم، ولم يقتصر تميزهم على رياضات معينة وإنما خاضوا جميع الرياضات المتاحة للأصحاء ليثبتوا أيضا تفوقهم وقدراتهم.
كرمة هاني صاحبة الـ16 عاما من أصحاب متلازمة داون، تنضم هذا العام لتصفيات مسابقة “Special Olympics Egypt في رياضة الجمباز التي تقام بمدينة أبو ظبي لعام 2019 .
فتحكي والدتها لـ”عين” وتقول: “تعاني كرمة من مشكلات صحية منذ ولادتها وقد تعرضت لجراحة القلب المفتوح في سن 6 شهور لوجود ثقبين في القلب، وقد نجحت هذه العملية رغم صغر سنها ووزنها”.
وتضيف: “عندما علمت بأنها مصابة بمتلازمة داون قدمنا لها الرعاية والاهتمام الكاملين منذ البداية، فقد خاضت تجربة “التدخل المبكر” لتأهيلها ومعالجة المشكلات الخاصة بالنمو وغيره لتتمكن من ممارسة الحياة بشكل أفضل”.
وتضيف والدة كرمة أن بعد التدخل المبكر استطاعت أن توجهها إلى ممارسة الرياضات المختلفة، ودمجها في الحياة الاجتماعية، فقد مارست العديد من الرياضات مثل “تنس الطاولة”والباليه” وصولا إلى “الجمباز”.
فبدأت كرمة الانضمام إلى فريق الجمباز منذ عامين فقط، فساعدتها ليونة جسمها وقدراتها الخاصة على الاستمتاع بهذه الرياضة وممارستها بشكل وأداء مميز.
وتعلمت كرمة على يد مدربتها مروة التي خاضت معها هذه الرياضة من أساسياتها وصولا الى المستوى الذي جعلها تشارك بعد عام واحد في المسابقات الخاصة.
فخضعت كرمة للتدريبات بشكل مستمر في جميع شهور السنة، وتدربت ثلات أيام أسبوعيا وتتجاوز التدريب في مدة ساعة .
ونتيجة لعدم التوازن الذي يعاني منه أصحاب متلازمة داون مما جعلها كانت لا تخوض التدريبات بسهولة في بداية الأمر، ولكن نتيجة للتدريبات المكثفة وبشكل مستمر استطاعت التحكم في ذلك مما أظهر تفوقها.
وكل ذلك جعلها مؤهلة للمشاركة في المسابقات المختلفة، فقد شاركت كرمة في بطولة الجمهورية للجمباز لذوي الاحتياجات الخاصة، والوصول إلى المركز الأول، مما مكنها من الحصول على الميدالية الذهبية.
وذلك جعلها قادرة على المشاركة باسم المؤسسة التي تنتمي إليها في بطولة “Special Olympics Egyp” لعام 2019 .
وتحكي والدتها: “أن التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة يحتاج إلى رعاية واهتمام بصفة خاصة، فوجود وقت فراغ لا يكون مفيدا لهم، كما ينبغي ابتعادهم من مشاهدة التلفزيون والتعامل مع الموبايل لفترات طويلة، وتعويض ذلك بالأنشطة الاجتماعية والرياضات المختلفة، كالمشاركة في عروض الباليه الخاصة، وأول عرض أزياء خاص بذوي الاحتياجات الخاصة.