بعلبك وجهة المهرجانات الأولى


بعلبك مدينة سياحية وثقافية وأثرية. اسمها مرادف للبنان ولبنان مرادف لها. جوهرة أثرية وسياحية تقع في قلب سهل البقاع المعروف بوفرته الزراعية وتمتعه بمياه نهر الليطاني، وهي مركز قضاء محافظة البقاع.

تتمتع بعلبك بمناخ أوسطي شبه صحراوي، حيث يكون صيفها حارًا وجافًا، بينما يكون شتاؤها بارد نسبيًا وأحياناً مُثلجًا. وكان موقعها المتميز على الطرق البرية كمفترق طرق للقوافل، حافزًا على تطوير مكانة تاريخية شهيرة لبعلبك، حيث شيد الرومان آثارا ضخمة فيها، وما تزال هذه الآثار مصدر جذب كبير للسياح وللمهرجانات المتنوعة التي تجرى فيها. هناك شيء ما يأسر اللب في هذه المدينة العريقة التي تفتح ذراعيها لكلّ زائر، يجب أن تشعروا به بأنفسكم.

قبل “بعلبك” كانت المدينة تُمسى”هيليوبولس” (مدينة الشمس) عند الرومان ثم سمّاها الأمويون بالقلعة. وإضافة إلى مركزها الاقتصادي كانت بعلبك مركزًا دينيًا ضخمًا للرومان عملوا أكثر من ٢٠٠ سنة على تشييد هياكلها ومعابدها منقطعة النظير. فبنى الرومان معابد ضخمة للآلهة جوبيتير وفينوس وميركوري، حيث يُعتبر معبد جوبيتير أضخم المعابد الرومانية على الإطلاق.

للأسف، لم تصمد من هذه المعابد وأعمدتها الهائلة إلا ستة أعمدة فقط. وقد قام البيزنطيون بتحويل بعض الآثار إلى كنائس والأمويون بتحويل بعضها إلى مساجد وما يزال مقام السيدة خولة بنت الإمام الحسين وبقايا جامع أم عياد موجودين، إلى جانب قبّتي أمجد ودوريس، وهما بقايا جامعين شُيّدا من حجارة استخدمت من معابد بعلبك. وتتميز بعلبك بقلعتها الرومانية الشاهقة وبحجر الحبلة وهو أضخم حجر منحوت في العالم. وقد أعلنت اليونسكو عن آثار بعلبك موقعًا تراثيًا عالميًا منذ عام ١٩٨٤.

مدينة بعلبك معروفة بالمهرجان الدوليّ السنويّ التي يُقام في معبدي جوبيتر وباخوس، والذي يستقطب أهم الفنانين العالميين، حيث افتتح “مهرجان بعلبك” عام ١٩٥٦، ليستضيف أهم الفنانين الدوليين إلى جانب العرب: أم كلثوم، الرحابنة وفيروز، وديع الصافي، صباح فخري، نصري شمس الدين وفرقة عبد الحليم كركلا للرقص الشعبي. ويجري المهرجان في الصيف لتتحوّل شهوره إلى شهور سياحية غزيرة في بعلبك.

المصدر بطوطة