تنتشر صورة في وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر الفنان اللبناني زياد الرحباني جالساً مع امرأة، وزُعم انها “زوجته السابقة دلال كرم”. وقد حصدت تعليقات مستخدمين، بينما نشرتها مواقع اخبارية ضمن تقارير عن زياد وكرم.
وفي التفاصيل، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي ومحبي الفنان الكبير زياد الرحباني صورة تظهر فيها “زياد الرحباني مع زوجته السابقة دلال كرم، هذا حسب مزاعم الرواد ولكن الحقيقة هي ليست زوجته دلال كرم انما هي هذه التي ظهرت بالصورة هي المغنية اللبنانية سلمى المصفي، التي بدأت تعاونها الفني معه عام 1986، وشاركت في العديد من أعماله.
في الواقع، يتوصل البحث الى انها المغنية اللبنانية سلمى المصفي Salma Mousfi، التي “بدأت تعاونها مع زياد الرحباني عام 1986، وشاركت في أبرز أعماله، مثل العقل زينة، تابع لا شي تابع شي، لولا فسحة الأمل، بما إنّو مع جوزيف صقر، ومونو دوز. وفي عام 2019، أحيت حفلات تكريمية في باريس ولندن”، على ما تكتب المصفي في صفحتها في الفايسبوك.
شاهد من هنا
وستجدون صورة مماثلة تماماً مؤرشفة فيها منذ 23 كانون الثاني 2012، بينما أمكن العثور على الصورة المتناقلة ضمن مقطع موسيقي “من ألبوم مونودوز، تأليف زياد الرحباني”، نشره حساب Atwa Jaber في يوتيوب، في 13 كانون الثاني 2012.
التقى الفنانان للمرة الأولى عام 1986.وفي ذلك الوقت، كانت المصفي، البالغة 18 عامًا، تُحيي حفلًة موسيقية، مؤدية فيها أغاني للمغنية الأميركية مادونا، على ما تقول لصحيفة “لوريان لوجور”. وتضيف: “جاء زياد ليستمع إليّ في تلك الحفلة، ويبدو أن صوتي أثار اهتمامه… وبعد بضعة أشهر، اتصل بي، وعندها بدأنا العمل معا”.
وتتذكر المصفي: “كنت أعيش في فرنسا، لكنني كنت أعود إلى لبنان كثيرا. وخلال إحدى تلك الرحلات، اقترح زياد عليّ إنتاج ألبوم، قائلاً إننا سنفعل ذلك من أجلنا، فقط للمتعة. ومن هذا المنطلق، أبصر ألبوم مونودوز Monodose النور”. وتقول: “كانت تجربة رائعة، وتعاوناً حقيقياً، وأنا فخورة به”.
وخلال الجولة الأخيرة لزياد الرحباني في أوروبا، قدّم الفنانان معًا عرضين: واحد في باريس في نادي نيو مورنينغ للجاز، وآخر في لندن عام 2019. وتقول الفنانة اللبنانية: “التعاون مع زياد غيّر نظرتي إلى الأمور”. وتضيف: “نشأنا وفي أذهاننا أفكارٌ مُحددة، ورؤىً جاهزة… لكن زياد يفتح آفاقًا جديدة”. وتضيف: “كل تلك السنوات التي قضيتها معه تركت فيّ أثراً عميقاً”.
عام 1979، تزوّج زياد الرحباني وهو بعمر الـ23 عاما من دلال كرم، وكانت تصغره بسنة واحدة. “وقد تعرّف اليها في التمارين التي كانت تقام لمسرحية “ميس الريم”. وكانت هي تعمل في فرقة الدبكة، وكان هو يرافق التمارين، فوقع الحب بينهما ثم كان الزواج”. ولكن مع مرور الوقت، بدأت تنشأ خلافات زوجية أدت إلى طلاقهما.
كان يدعى عاصي زياد الرحباني، كان والده زياد وجدّه عاصي وجدّته فيروز… وعندما بلغ الخامسة والعشرين اكتشف فجأة أنه ليس الابن ولا الحفيد وأن عائلته ليست الرحباني. وعمّا قليل سيصبح من مكتومي القيد، هذه الفئة من المواطنين الذين ولدوا سفاحاً، والدهم مجهول الهوية يحملون أسماءهم فقط ولا عائلة لهم… هذا ما ستحكم به المحكمة – كما يقال – بعد أن أثبت فحص الحمض النووي (دي. أن. إي) أن زياد الرحباني ليس والد ابنه عاصي.
دلال كرم زوجة زياد الرحباني
ظهرت دلال كرم في المشهد العام لا بصفتها فنانة أو شخصية عامة، بل بسبب علاقتها التي تحوّلت إلى قصة مُثقلة بالتفاصيل مع الموسيقي اللبناني زياد الرحباني. تزوجت دلال من زياد في مرحلة مبكرة من حياته الفنية، وأنجبا طفلًا أسمياه “عاصي” تيمّنًا باسم والد زياد، الموسيقار الراحل عاصي الرحباني، لكن هذا الزواج لم يُكتب له الاستمرار، وسرعان ما تحوّل إلى صراع علني امتد لسنوات.
كان الانفصال بين دلال وزياد الرحباني محاطًا باللبس، خصوصًا مع بروز قضية نسب الطفل عاصي. فبعد سنوات من إنجابه، طعن زياد في أبوّته له، وتقدّم بدعوى قانونية أمام محكمة المتن في لبنان يطالب فيها بشطبه من خانة “الأب”، ومنعه من استخدام اسم الرحباني، وهي خطوة أحدثت جدلًا واسعًا في الأوساط الإعلامية. لاحقًا، أجرى فحص الحمض النووي DNA الذي أثبت أن عاصي هو بالفعل ابنه البيولوجي، وهو ما أكده زياد في تصريحات لاحقة رغم تحفظه على الأسلوب الذي أُديرت به القضية إعلاميًا.
في ذروة هذا النزاع، قررت دلال كرم أن تُخرِج الحياة الزوجية إلى العلن، من خلال سلسلة مقالات نشرتها في مجلة “الشبكة”، روت فيها تفاصيل ما عاشته مع زياد، بما في ذلك الخلافات، والظروف التي أدت إلى انهيار علاقتهما، والاتهامات المتبادلة بالخيانة والهجر والإهمال. لم تمرّ هذه الروايات بهدوء، بل ردّ عليها زياد بطريقته الخاصة: الموسيقى.
كتب زياد أغنية “مربى الدلال” بعد الطلاق، وقد احتوت على انتقادات مبطّنة لوالد دلال وسلوكياته خلال الأزمة، وجاءت كلمات الأغنية غاضبة وساخرة في آن واحد، عاكسة شعورًا بخيبة الأمل والخذلان من عائلة شريكة حياته السابقة. وفي أغنية أخرى حملت عنوان “بصراحة”، واصل زياد تسجيل موقفه من التجربة بلهجة شخصية لا تخلو من المرارة.
تجدر الإشارة إلى أن انفصال زياد ودلال وقع في سنوات الحرب الأهلية اللبنانية، ما ألقى بظلاله الثقيلة على علاقة الأب بابنه. فقد مُنع زياد من رؤية عاصي طوال تسع سنوات، نتيجة الانقسام الجغرافي بين بيروت الشرقية والغربية، حيث كان كل من الوالدين يقيم في منطقة واقعة تحت سيطرة سياسية مختلفة.
في السنوات التالية، حافظت دلال كرم على خصوصيتها بعيدًا عن الأضواء، بينما ارتبط زياد لاحقًا بعلاقة عاطفية طويلة مع الممثلة اللبنانية كارمن لبس، استمرت نحو خمسة عشر عامًا.
قصة دلال كرم ليست مجرد حكاية زوجة فنان شهير، بل نموذج معقّد للتشابك بين الفن والحياة الخاصة في مجتمع لا يعرف الخصوصية التامة. إنها واحدة من الشخصيات التي كُتب لها أن تكون جزءًا من التاريخ الشخصي لفنان استثنائي، شاء أو لم يشأ، أن يشارك تفاصيله مع الجمهور.