رحلت، الزميلة الصحافية هدى شديد، ولمّا تكمل الـ60 من عمرها (23 كانون الاول 1965 – 21 آذار 2025)، وذلك بعد معاناة مديدة ومريرة مع مرض السرطان الذي واجهته بصلابة قلّ نظيرها.
وتُعدّ شديد من أبرز الشخصيات الإعلامية اللبنانية التي حققت شهرة كبيرة بفضل عملها في مجال الصحافة والتقديم التلفزيوني طوال عقود ثلاثة، وهي معروفة بشجاعتها في تغطية الأحداث الميدانية والسياسية، لا سيما كمراسلة طوال سنوات لقناة “ال بي سي” في القصر الجمهوري، لكنها عملت أيضاً في العديد من المحطات التلفزيونية ووكالات الأنباء والصحف، ومنها جريدة “النهار”، ووكالة “رويترز” الدولية، وأصبحت معروفة بجرأتها وقدرتها على تغطية الأحداث الساخنة، خصوصاً تلك المتعلقة بالقضايا السياسية والاجتماعية في لبنان.
وقد أثار خبر وفاتها، في مواقع التواصل الاجتماعي، موجة حزن وعاطفة وحب، فرثاها وتذكّرها ونشر صورها وفيديوهاتها، محبون من جمهورها، وسياسيون وإعلاميون، من مختلف المشارب والانتماءات، وهو ما يضيف إلى سجلّ هدى المهني والإنساني، أنها كانت تصل بسلاسة إلى الجميع بفضل شفافيتها وصدقها، وفي الحياة والعمل.
ومنذ إصابتها بمرض السرطان، منذ نحو 12 عاماً، واجهته بشجاعة، تغلبت عليه أكثر من مرة، وشاركت تجربتها مع الجمهور لتكون مصدر إلهام للكثيرين، لكنه عاد واستفحل في جسدها المُحارب. وبالإضافة إلى عملها الإعلامي، تُعتبر شديد نموذجاً للمرأة القوية التي تتحدى الصعاب وتستمر في تحقيق النجاح رغم التحديات.
وقبل أسابيع، قام رئيس الجمهورية جوزاف عون، مع عقيلته السيدة نعمت عون، بتكريم هدى شديد في القصر الجمهوري حيث سمّيت كبيرة المراسلين، في حضور لفيف من الإعلاميين والأصدقاء.
وقال الرئيس عون: “العزيزة هدى، أتوجَّه إليكِ بكلمات من القلب، وأنت تواجهين المرض بقلب نقي وروح متَّحدة بالايمان والعزم. رافقتُ مسيرتك مع المحنة فاستمدَّيتُ من بسمتك الإلهام والأمل. تعلمت من صمتك كيف نخوض الحياة بسلام ورجاء، ومن كلامك كيف يتغلَّب الصبر والمحبة على روح الاستسلام. ثقي يا هدى بأن الحبَّ يحيط بك من كلِّ الجهات، وأن لك تقديراً عاليًا في قلبي وفي قلوب الكثير من اللبنانيين”. وأضاف عون: “لو تحدّثت عن مسيرتك الإعلامية وكتاباتك فلن أوفيكِ حقك. تدركين جيداً أنَّك دخلتِ البيوت والقلوب بحرفيتك ومهنيتك العالية وحضورك المتَّقد على الشاشة وفي الإعلام. والأهم أنكِ حافظت على موضوعيتك ووطنيتك الراسخة في ممارستك لرسالتك الإعلامية. أقول رسالة وانا اؤمن بذلك بكلِّ قواي، لأنَّ الاعلام مهنة مقدَّسة، مكرَّسة لنقلِ الحقيقة، ولاحتضان واقع الناس وآمالهم”. وقال: “أنحني أمام قوَّتك يا هدى، وما تعيشينه وتمرِّين به بكلِّ إيمان ورجاء. لا يمكن لأيِّ كلام، أو شهادة، أو تكريم، أن يسمو إلى اختبار أوجاعك بصبر المؤمنين. تقديري لكِ بلا حدود، وأسأل ابن الله شفيعك وشفيعي، أن يرافقك في هذه المرحلة الصعبة، ويمسك بيدك بمحبته اللامحدودة”.