مولوي يشهد إفتتاح قرية رمضان في بيروت .. أين القرية الطرابلسيّة؟


مساء يوم الأربعاء الماضي، 6 آذار (مارس) الجاري، ومع إقتراب شهر رمضان المبارك، تم إفتتاح القريّة الرمضانية في أسواق بيروت، الذي نظمته شركة “سوليدير” وجمعية “أجيالنا”، في حضور وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي، محافظ بيروت مروان عبود، رئيس بلدية بيروت عبد الله درويش، رئيس الهيئات الإقتصادية الوزير السابق محمد شقير ورئيسة مؤسسة “أجيالنا” الدكتورة لينا الزعيم الدادا، حيث رُفعت الزّينة الرمضانية المميزة، التي تهدف لإقامة النشاطات الرمضانية، سواء المسائية أو تلك التي تنظم خلال فترة السّحور.
في تلك المناسبة ألقى مولوي كلمة مقتضبة قال فيها: “كلّ رمضان وحبيبتنا بيروت بألف خير، وإنْ شاء الله يكون لبنان العام المقبل من كلّ أطرافه بخير”.

إحتفالية إفتتاح القرية الرمضانية في العاصمة، الذي بثّته مباشرة محطات تلفزة ومنصات وسائل التواصل الإجتماعي، كان يجري بينما غاب كليّاً أيّ إحتفال بقدوم شهر رمضان في العاصمة الثانية، طرابلس، سواء تلك التي تنظمها جهات أو جمعيات خاصّة، أو التي تلقى رعاية رسمية، باستثناء بعض النشاطات وأعمال الزينة الخجولة التي شهدتها بعض شوارع وأحياء وساحات المدينة بمبادرة من قبل نشطاء ومواطنين، أرادوا من وراء ذلك أنْ لا تغيب مدينة طرابلس عن الإحتفاء بقدوم الشّهر الكريم بلا الإحتفاء به، ولو بإمكانات بسيطة.
ومع أنّ طرابلس تنقلب فيها أنماط الحياة والحركة الإقتصادية رأساً على عقب في شهر رمضان، وتشهد المدينة أجواء رمضانية لا تشهدها أيّ مدينة أو منطقة لبنانية أخرى، تشكل عنصر جذب لآلاف المواطنين الذين يفدون من مختلف المناطق إلى المدينة التي لا تعرف النّوم في شهر رمضان، من أسواق ومقاهي ومطاعم ومنتزهات، وهي التي اعتادت النّوم باكراً بقية أيّام وأشهر السّنة مع أوّل ساعات الليل.
هذا الغياب الرسمي والخاص عن إقامة أيّ احتفالية رمضانية في طرابلس، طرح جملة أسئلة ورسم علامات إستفهام وتعجّب عديدة، من أبرزها ما يلي:
أولاً: أين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الداخلية في حكومته بسّام مولوي عن إقامة أو رعاية نشاط رمضاني في طرابلس مماثل لما شهدته بيروت، أوليست مدينتهما أولى من غيرها؟

ثانياً: إذا كانت القرية الرمضانية في بيروت أقامتها شركات وجمعيات خاصّة، فأين هي الشّركات الجمعيّات الخاصّة في طرابلس، وهي تعدّ بالمئات؟

ثالثاً: هناك جهات أخرى إعتادت أن تنظم خلال سنوات سابقة نشاطات وإحتفالات في شهر رمضان، ورفع الزينة الرمضانية، لكنّها غائبة كليّاً هذه السنة، من بلدية طرابلس، إلى غرفة التجارة والصناعة والزراعة، ودار الفتوى، وهيئات إقتصادية وإسلامية مختلفة، إضافة إلى نشاطات كانت جهات وتيّارات سياسية مختلفة تنظمها، مثل تيّار المستقبل وتيّار العزم، لكنّ هذه الجهات جميعاً غائبة نهائيا عن المشهد وكأنّ الأمر لا يعنيها.

رابعاً: تحتفل طرابلس هذه السنة بكونها اختيرت أن تكون عاصمة للثقافة العربية. ألا يجب بالمناسبة أن تشهد طرابلس إفتتاح قرية رمضانية مميزة، على أقل تقدير، تعكس تاريخها الحافل والعريق في هذا المجال، عربياً وإسلامياً، إضافة إلى نشاطات أخرى تجعلها قبلة اللبنانيين والعرب أجمعين.