أبوغزاله: أمريكا أمام خيارين في ظل الأزمة الاقتصادية وصعود الصين‎


عمان – تحدث المفكر الاقتصادي ورجل الأعمال، طلال أبوغزاله، عن خيارات الولايات المتحدة في الوقت الراهن، وخاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التي تواجهها، وصعود الصين كقوة منافسة في العالم.

وأوضح أبوغزاله، في حلقةٍ جديدةٍ من برنامج “العالم إلى أين؟” والذي يبث أسبوعياً على تلفزيون “روسيا اليوم”، أن خيارات أمريكا لمواجهة الكساد الاقتصادي الأكبر، تشمل تقبّل الأمر الواقع، أو الانهزام، أو محاربة وتدمير قدرات وموارد الأطراف الأخرى المنافسة، ضماناً لبقائها القوة الأقوى عالميّاً.

وتوقّع أبوغزاله عدم تقبّل أمريكا للانهيار، لاعتيادها أن تكون القوة الاقتصادية الأعظم في العالم، كما أكّد أن ترامب لن يقبل بالهزيمة الاقتصادية، بل سيلجأ إلى خيارات مختلفة لوقف التدهور الاقتصاديّ في بلاده.

وأشار إلى احتماليّة لجوء أمريكا لاستخدام القوّة وافتعال حرب، مُستدِلًّا على ذلك من التاريخ والوقائع الحديثة، ومُستشهداً بقول مسؤولٍ أمريكيٍّ سابق: “إذا اضطررنا لاستخدام القوة فذلك لأننا أمريكا، ولأننا الدولة التي لا يمكن الاستغناء عن وجودها في العالم”. كما كشف أبوغزاله أنّ القادة الأمريكيون يدعمون نظرية أنّ الفائدة من قوة بلادهم العسكريّة تكمن في استخدامها.

ونوّه إلى عدم وجود إمكانيّة لهزيمة أمريكا عسكريا ، باعتبارها الدولة الأكبر والأقوى في العالم، وفي الوقت ذاته هنالك دولتين فقط تمتلكان القدرة للصمود أمام هجوم عسكريّ أمريكيّ، هما الصين وروسيا.

وأكّد أبوغزاله أنّ المنتصر في الحرب هو من يصمد اقتصادياً، فالصين تشكّل حالياً 35% من النمو الاقتصادي العالمي، أمّا أمريكا فتشكّل 18%، كما استثمرت الصين في مشروع الحزام والطريق حوالي 27 تريليون دولار، بينما أمريكا تستثمر في الحروب، وهذا ما يجعل من الصين مصدر التهديد الأكبر لأمريكا.

وبيّن أن الحرب الأمريكية الصينية المستقبلية، هدفها منع سقوط الاقتصاد الأمريكي، ومنع صعود الاقتصاد الصيني لوحده، ومنع الانتقال إلى عالم ثنائي القطبين.

وحذّر أبوغزاله من احتمالية انطلاق شرارة الحرب الأمريكية ضد الصين من بحر الصين الجنوبي، إذ أصدرت القيادة البحرية الصينية أوامر لجميع قواتها بأن لا تكون البادئة بإطلاق النار على القوات الأمريكية.

واقترح أبوغزاله لخروج أميركا من أزمتها، إمّا جلوسها مع الصين والبحث في المستقبل فقط، دون شروط مسبقة ومحاسبة كل طرف للآخر، أو استخدام أمريكا للقوة العسكرية، لافتا إلى أنّه ليس من الوارد استخدام السلاح النووي في حالة وقوع حرب بين أمريكا والصين، إذ ستكون أشكال الحرب بين الطرفين غير تقليدية، كحجز أمريكا لودائع واستثمارات الصين الموجودة في سوق المال والبورصة، وإغلاق أميركا لبحر الصين لمنع وصول النفط وتعطيل التبادل التجاري معها.

وختم أبوغزاله الحلقة بالقول: “مع إطلاق الرصاصة الأولى أتوقع تدخل الأمم المتحدة للوساطة بين أمريكا والصين لبحث صياغة مستقبل أفضل للعالم”.