“مش هَيني تكون لبناني” فيلم قصير لـ آلان نخلة يضع الاصبع على جرح الوطن


بقلم| فاطمة داوود

لم يعد لبنان أرض الاحلام ، وطن الأرز والجمال. عبثت به أيادي الشر والسياسيين الذين قضوا على كل أمل لشبابه ببناء مستقبل باهر. اللبناني الذي عاش حياته بين الحروب والتفجيرات والاحتلالات مني بطبقة سياسية أفلست خزينته واستغلت ثرواته حتى بات ثلث سكان تحت خط الفقر.

اللبنانيون الذين حرموا من الكهرباء على مدى 30 عاماً فاضطروا للاستعانة بمولدات الكهرباء ما كبدهم دفع فاتورة اضافية وحرموا ايضاً من البطاقة الصحية للجميع وضمان الشيخوخة وانعدام الخدمات الأساسية تحت وطأة الفساد المستشري بكافة قطاعاته دون ادنى محاولة لاجتثاث هذا المرض من كيانه.

اليوم، يمر لبنان بأزمة حادة لا مثيل لها بتاريخه، زاد حدتها فيروس كورونا، حيث حرم الالاف من وظائفهم ورواتبهم وباتت المدارس مُهددة بالاقفال، لتعذّر دفع الاقساط المدرسية.

المخرج ألان نخلة استطاع بعدسته وحسّه المختلفة ان يروي حكاية “اللبناني” الذي يولد مع عائلته بالغنج والدلال الى ان يتخرج من جامعته متأملاً بالتوجه الى سوق العمل ليبني مستقبله، فيصطدم بصعوبة العيش والعمل، فلا حل سوى الهجرة!

يغيب اللبناني مغترباً عن بلده، عاملاً ليلاً نهاراً ليجمع ثروة صعيرة تخوّله ربما العودة الى وطنه لعله يُعوض لحظات الوحدة والفراق عن اهله.

الصدمات تتوالى فلا الاموال التي جمعها محفوظة في المصارف ولا سعر صرف الدولار على ما كان عليه، فالغلاء الفاحش يقضي مضاجع الناس على مختلف مستوياتهم وطبقاتهم، ولا امكانيات لتأسيس عائلة والزواج بحبيبته، هنا تقرر مجدداً حل الغربة وتتجدد مأساتك .

فيلم “مش هَيني تكون لبناني” قصير من كتابة واخراج ومونتاج آلان نخلة، يضع الاصبع على جرح الوطن النازف الذي لم ولن يلتئم إلا بسياسة الحكام.

وقد لخص نخلة عصارة افكاره بعبارات دالّة ومؤثرة ارفقها مع الفيلم :”مش هيني تكون لبناني”، ومش هيني تبطل لبناني! سنين منخسرا نحنا وعم نجرب نبني مستقبل لحالنا بالقرب من اهلنا واحبائنا، من قدي عمرنا نحلم ببكرا بوطن مقطوع منو الامل، منترك الوطن ومنهاجر على امل ببكرا افضل، على امل نرجع للوطن تنكبر سوا.بس الواقع المر غلب هل أمل وكسر هل حلم وكل ما كبرت واسست شوي بصير شي وبتلاقي حالك رجعت لنقطة الصفر. ما بعرف المشكلة من مين تحديداً بس بعرف انو ما حدا من الطبقة الحاكمة عم بفكر فينا او بوجعنا، واكيد انو ولادن ما عم بعيشو لي نحنا عم نعيشو فا ما بعرف ليش بعد في عالم موجوعة متلي مش عم تعرف تلاقي مستقبلا بعدا بتزأفلن! صار بدا تغيير، وبالنسبة لإلي التغيير كان بأنو فل وما بقا ارجع لانو ما بدي ولادي يعيشو لي انا عم عيشو.