مكسيم خليل ..صانع الدهشة بين الهلوسة والواقع


بيروتكم – فاطمة داوود

يهيم مكسيم خليل مع أحلامه بين الليل والنهار في مسلسله الدرامي “صانع الأحلام” (عن رواية “قصة حلم” لهاني نقشبندي واخراج محمد عبد العزيز، يعرض على قناة أبو ظبي) .

يقابل “الدكتور سامي عمران” (مكسيم خليل ) نساءً ورجالاً فيرحل عن بعضهم ويتعلّق بالبعض الأخر يرافقه سؤال مؤحّد له “شاهدت حلماً هل يمكن ان تفسّره لي”؟ يتهرّب غالباً من الإجابة لا بل دائماً. وبعد الحاح شديد يفسّر جزءاً لا يتعدى العشرة بالمائة منه.

يلعب مكسيم خليل دوره في مساحة غريبة وواسعة جداً. شخصية مأزومة بين الواقع والخيال. بين الهلوسة والحقيقة. بين المرض العقلي والذكاء الحادّ مع الرؤية. تختلط الأمور عليه دون سابق انذار فنعيش معه حالات الضياع والقلق حيناً والغرق في لحظات التخيّلات الدائمة.

تكاد لا تسهو عينا الدكتور سامي (مكسيم خليل) إلاّ وينسج عقله سيناريوهات مركّبة من كل واد عصا. يلعب عقله الباطني بقوة رهيبة لتطفو رسومات متداخلة ببعضها فيغوص بأحلام داخل أحلام وهو الذي يفسّره بالأمر الخطير.

هل هو فيض اللاوعي وحركة العقل الحادّة. أم خلل دماغي لأصحاب الذكاء أم هي حالة هلوسة مرضية ليس إلّا. لا جواب شاف حتى الحلقة الثالثة عشرة. مكسيم لا يستفيق من أحلامه الا بحدث واقعي قوي يعيده الى الحياة فنراه يتلمّس المواد الحسّية ليتأكد أكثر انه عاد من طيّات الأحلام.

يعيش الدكتور سامي حياته مراقباً من عدة جهات دون علمه أو ربما على علم بذلك فيتحوّل الى متلق للأحداث دون أدنى تفاعل منه. أشياء كثيرة لم نفهمها بصورة جليّة لكن المفهوم الأكيد ان مكسيم خليل يمسك بزمام الشخصية للدكتور سامي ، فيسقط كامل التفاصيل الدقيقة عليها من الثياب المنتقاة بعناية الى طريقة الجلوس بانحناءة الظهر والتقوقع بحيّز مكاني ضيق. يرسم خطوط الشخصية ليزينها بنظارة العالم مع رمش للعيون بطريقة سريعة تعكس انعدام التركيز الداخلي. في “صانع الاحلام” يصنع الدهشة في عيون المشاهدين بعيداً عن النمطية والأداء المتكرر.

بطل القصة هو الدكتور سامي (مكسيم خليل) المتخصص في الفيزياء الكمية الذي يحاول من خلال محاضراته وأبحاثه إثبات علاقة الإنسان بالزمن فيزيائياً وتمازج البعد الرابع في الفيزياء مع العنصر الرابع في الإنسان والذي ينتج عنه الحلم. من خلال هذا التطابق يمكن الوصول إلى الماضي عن طريق المستقبل ومن خلال الحلم والسبب في هذا الإيمان الراسخ بالحلم يعود إلى تحقق جميع أحلامه وأحلام من يفسر لهم أحلامهم.

يشارك في المسلسل اروى جودة، طوني عيسى، جيسي عبدو، زهير العمر، جهاد سعد، ايلي متري،نتاشا شوفاني، وساندي فرح اما السينماريو وحوار لبشار سليمان عباس والانتاج لمفيد الرفاعي.

الرجاء عدم نسخ ما يزيد عن 20 بالمئة من الخبر، مع ضرورة ذكر إسم موقع بيروتكم beirutcom.net ، بالإضافة إلى إرفاقه برابط الخبر الأساسي لموقعنا، وذلك حفاظاً على حقوق الملكية الفكرية وتحت طائلة الملاحقة القانونية.