تيم حسن خلع عباءة السلطان ونطق بلسان المقهورين..وبكى!


بيروتكم – فاطمة داوود

لا ينطق الانسان بما يقهره الا حين يلتف الظلم حول رقبته ولا يتنازل القادة الا حين تضيق مساحة حكمهم. ولكل حالة مبرراتها. مشهدية خيالية لن يكون أفضل من تيم حسن (جبل شيخ الجبل) لتجسيدها بعدما طوّقت القوى الأمنية ملجأ هربه في وقت يستعد الاسد للعودة الى عرين “الهيبة”. مباغتة لم تكن بالحسبان لكنها حدثت مترافقة مع حبّ أسرع من البرق تفجّر بينه وبين الاعلامية “نور رحمة” (سيرين عبد النور) .

عادة ما تسعى “نور رحمة ” لكشف المستور كي تعرّيه أمام الرأي ثم تحاكمه. هذه المرّة انقلبت الأدوار وراحت برجليها الى حيث ينبض قلبها. حضرت لأهداف مبطنة، عاطفية، وشخصية. اخذت قراراً متفرّداً بالبحث عن رجل غامض دخل حياتها عنوة وأوقعت هي بشباكه.

فكان اللقاء. هو أشبه باختبار سطوة الأنوثة أمام الرجل لكن “جبل شيخ الجبل” جلس أمامها جلوس العارف بما يريد. وافق على المقابلة المباشرة ليمرر رسائله. فهو بأمسّ الحاجة ليقلب الرأي العام ويدير الدفة لصالحه. ثوان معدودة كانت كافية ليخلع عباءة السلطان، صاحب القدرة والقرار، سيد الهيبة والكلمة الفصل. راح يسرد قصة انسان نشأ مخنوقاً مسلوباً الحريّة  أقصى أحلامه المشي برفقة والدته في الشوارع وأمام المارّة دون ان يلتفت اليه احد. رجل يراود خياله دخول مدينة الملاهي كالأطفال الصغار. وما بين احلامه وواقعة بررّ خروجه عن القانون محمّلاً الدولة كامل المسؤولية، فهي التي اهملت وغابت لا بل ظلمت حد الانتفاض واستجلاب القوة الفردية.

كيف استطاع تيم حسن ان يقلب المقاييس ويتحول من رجل عنيف، مسلّح وخارج عن حدود الدولة الى انسان تخنقه الدمعة؟ بكى.لكنه استدرك فوراً ان “جبل شيخ الجبل” لا يبكي. هو فوق الضعف والانكسار. كلماته المؤثرة خرقت وجدان الناس فتلقفوها بسرعة وتداولوها كأنها جزء من كلماتهم اليومية.  ألم ينطق بلسانهم معبّراً عن حالهم المرثي؟ ألم يشهد على عجز الناس عن تغيير الواقع المطبق على حياتهم الاجتماعية؟

بعيداً عن تفاصيل الكلمات التي روت عطش الناس المطحونة. توهّج تيم حسن بقدرات تمثيلية عالية المستوى. هو الموهوب، القادر على ابهارنا واحداث الدهشة في كل مرة نعتقد انه قدم أقصى ما عنده. في الحلقة الثالثة عشر أذهلنا بنظرات عينيه الدامعتين وايماءات يديه المفاجئة ولا زال ينتظرنا الكثير حتى الثلاثين من الشهر.