باسل خيّاط ..هائم بين التراجيديا والكوميديا في “الكاتب”


بيروتكم – فاطمة داوود

لم يترك باسل خياط شخصية إلاّ واستحضرها في”الكاتب” يونس جبران. هو المخضرم بأداء الشخصيات المعقّدة والمركّبة بدا كأنه استنفذ كل خططه السابقة. بعد سلسلة لا تنتهي من الأدوار وصل باسل خياط الى مرحلة النضج والبطولة في “30 يوم” بعد ان عبّد الطريق جيداً في “طريقي” و”الميزان” على الشاشات المصرية. وقتها وقف امام “آسر ياسين” وغلبه. فاستحق اوسكارات من النقاد والصحافيين الذي استفاضوا بغزله شكلاً ومضموناً. اتى بعدها في ” الرحلة” ليرسخ البطولة المنفردة والمطلقة  مقدّماً أهم ادوار حياته على الإطلاق رغم انقسامه بين “الرحلة ” و”تانغو” (رمضان 2018) كسب الرهان بجدارة.

خيّاط وصل منهكاً الى مسلسل “الكاتب”. كان عليه اخذ استراحة قصيرة هذا العام ليس لأنه غير قادر على أداء والتمثيل بل لأنه قدّم عصارة موهبته في مسلسلات متتالية وفي وقت قياسي. وصل الى “الكاتب” محمّلاً بثقل المسؤولية. عليه تقديم الجديد والمختلف عمّا سبق. فإذا به يقع في الفخ محاولاً جمع التراجيديا والكوميديا وكل انواع التمثيل بشخصية واحدة. قد يجيبنا ان السياق الدرامي يتطلّب ذلك. ونحن نقلّص المطلوب. فلا علاقة للسياق الدرامي بانسيابية الشخصية التي ابتعدت عن المشاهد وتعقّد فهمها رغم ان القصة تملك كل عناصر الجذب. الجريمة دائماً هي لغز مشوّق بحد ذاته وجب فكّه تباعاً خلال الحلقات. لكن دائرة “يونس جبران” منفصلة نوعاً ما عمّا يدور حولها وهو ما انعكس الى المشاهد فإذا به يتساءل باستغراب لم يتصرّف “يونس جبران” بهذه الطريقة؟ لم يبدو أهبلاً في بعض الأحيان؟ وكأنه يتقمّص دور المهرّج في تعابير وجهه؟ لم يستطع المشاهد ربط التعبير بشخصية كاتب ومؤلف للروايات “يونس” فهل سيكشف عن شيء ما بالحلقات المقبلة خفي علينا؟

خيّاط يؤدي دور البطولة في مسلسل “الكاتب” (إخراج رامي حنا، تأليف ريم حنا)، بشخصية يونس جبران، وهو كاتب، يختلف عن الناس المحيطين به، يتورط بقضية بريء منها، فتدافع عنه المحامية مجدولين/ دانييلا رحمة، لإيمانها المطلق ببراءته.