قصي الخولي..أهلاً بعودتك الى الدراما الجماهيرية


بيروتكم – فاطمة داوود

لا ينقص الممثل قصي الخولي شيئاً ليكون منافساً شرساً خلال السباق الرمضاني لأي موسم إلا الذكاء باختيار الشخصية المناسبة والعمل المحبوك بكل عناصره. هو لم يغب لكنه اختار العام الفائت التاريخي من الدراما. ذهب الى عصر “هارون الرشيد” وعاد منه بمسلسل تاريخي يدرج في السيرة الذاتية التمثيلية. معه فقد الاتصال. عاش وسط عصور تاريخية تستوجب التوجه الى جمهور خاص ذو مساحات ضيقة. اذاً كانت الضرورة القصوى ان يعود الى الجماهير بمسلسل عصري يحاكي الواقع. فكان “خمسة ونص” الذي عرّفنا على شخصية “غمار الغانم”. رجل الأعمال الثري من عائلة سياسية عريقة. قد يصلح له شعار “عاد لينتقم”. هو فعلاً كذلك، بعد استبعاد له ولوالدته ثم ظلم من والده، حضر رغماً عن القدر ليستولي كلياً على الثروة والتوريث السياسي.

قصي الخولي عاد الى حضن الدراما الجماهيرية من الباب العريض واثبت ان التجارب اختمرت حد التلّون بالأداء على حسب دقات الساعة لا بل الثانية. يقف امام زوجة والده “سوزان” وتعلو على وجهه ابتسامة السخرية الدفينة، ثم يدير ظهره بوجهه المتجهم الحاقد والمتعطّش للانتقام والإذلال. قصي خطير بهذه اللحظات لم ينس تفاصيل المشية واستقامة الظهر مع تماسك حاد لبنية جسمه. يبدو مسيطراً على نفسه وعلى كل شيء حوله. مرّ زمن طويل لم نره بهذا الأداء المتأجج والمتعانق مع الشخصية. ها هو عاد. وأهلاً بعودته الفاخرة المطلّة على مشهدية بألف نظرة وحركة.

هو في الحبّ عاشق يجيد قراءة قصائد الشعر وتحويل المرأة من مرحلة الغضب الى التعاطف بجزء من الثانية. يغدق تحقيق الأحلام ليربكها ويكبلها بالسعادة فلا تفلت منه. هكذا نفذ مخططه بعملية خاطفة استدعت الاعتراف السريع بالحب وتقديم عرض الزواج ثم اقامة الحفل بحركات ظاهرها الحب الكبير الأسطوري وباطنها الوقوف عند اول باب من ابواب الانتقام.

المسلسل من تأليف إيمان السعيد، وإخراج فيليب أسمر، وينطلق من وفاة الوريث المفترض للسياسي رفيق علي أحمد، في حادث سير، قبل أن يستدعي ابنه غمار (قصي خولي) من سوريا، وهو ابنه من زواج سابق. في الحلقة الثانية، تم الكشف عن تخلي والد غمار عنه وعن والدته، وهو في سن صغيرة، بسبب زواجه من إمرأة ثانية، لكن والده لا يشرح له الأسباب ويخبره بأنّ عليه أن يتحضر لكي يرثه سياسياً بعد وفاة شقيقه.

تدور الأحداث حول رجل ثري أعماه حبه للمال والسلطة يدعى “غمار الغانم” (قصي خولي) الذي يقع في حب طبيبة أورام سرطانية تدعى “بيان”، تلعب دورها نادين نسيب نجيم وتتكلل علاقتهما بالزواج.

أما معتصم النهار فيلعب دور “جاد” الصديق المقرب جداً من “غمار” وصندوق أسراره، والذي سيصبح فيما بعد عرّاب علاقته ببيان.