اليوم الذكرى الـ 44 لرحيل ملهمة الأجيال في كل العصور


يصادف اليوم الذكرى الـ44 لرحيل كوكب الشرق أم كلثوم، أسطورة الأغنية المصرية والعربية على مدار التاريخ التي تميزت بصوت نادر في قوته وإحساسه وروعته جعلتها متربعة حتى الآن على عرش الغناء بدون منافس.

 

 

فاطمة بنت الشيخ إبراهيم السيد البلتاجي تُعرف بعدة ألقاب أبرزها أم كلثوم ومنها: ثومة، الجامعة العربية، الست، سيدة الغناء العربي، شمس الأصيل، صاحبة العصمة، كوكب الشرق، قيثارة الشرق، فنانة الشعب.

 

 

جاءت للقاهرة لأول مرة عام 1923، مع والدها الشيخ إبراهيم وعائلتها لتشق طريقها بصعوبة بالغة في البداية وذكائها الفطري جعلها تختار الشاعر أحمد رامي والعملاقين زكريا أحمد ومحمد القصبجي ليكونوا سندها فيما تغنيه من كلمات وألحان وفي غضون سنوات قليلة أصبح صوت أم كلثوم ملء الأسماع، وكانت أول مطربة يظهر صوتها على أثير الإذاعة المصرية يوم افتتاحها في 31 مايو 1934.

استطاعت أم كلثوم أن ترتقى بذوق المستمعين وقت كانت تعاني فيه الأغنية المصرية من «الركاكة» والمعاني الهابطة وحملت أم كلثوم مع عبدالوهاب مسؤولية الارتقاء بمستوى الأغنية ومعانيها على سبيل المثال أغنيات «الحب تفضحه عيون، لو كنت أسامح، النوم يداعب عيون حبيبي».

 

 

دخلت أم كلثوم مجال السينما في النصف الثاني من الثلاثينيات وقدمت للسينما مجموعة قليلة من الأفلام منها: نشيد الأمل، دنانير، عايدة، سلّامة، فاطمة، وداد حيث استمرت كممثلة من عام 1935 إلى عام 1948.

 

 

في أوائل الأربعينيات بدأت أم كلثوم مرحلة النضج واتجهت للأغاني الثقيلة وزنًا وفنًّا بالأغنية الرائعة: «رق الحبيب» ألحان القصبجي، وواصلت في أغنيات «ياللي كان يشجيك أنيني، ثورة الشك، أنا في انتظار».

 

 

كانت أم كلثوم حريصة في كل حقبة زمنية أن تتطور بشكلٍ مذهل وتجدد دائمًا في الكلمات والألحان، كانت حقبة الخمسينيات «سنباطية» خالصة وأبدعت عشرات الروائع منها: «أروح لمين، ذكريات، ليلي ونهاري، عودت عيني، لسة فاكر، الحب كده، يا ظالمني، هجرتك» ولا ننسى رائعة زكريا أحمد وبيرم التونسي «هو صحيح الهوا غلاب».

عام 1954 تزوجت أم كلثوم من د. حسن السيد الحفناوي واستمر الزواج حتى وفاتها.

 

 

وفي عام 1960، قدمت أول لحن للعبقري بليغ حمدي في أغنية «حب إيه اللي انت جاي تقول عليه»، وكان عمره دون الثلاثين عامًا، وفي حقبة الستينيات تنوعت أغنيات كوكب الشرق بين ألحان بليغ حمدي والموجي وعبدالوهاب، وازدادت روعة وجمالًا، تعاونت لأول مرة مع موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب 1964 برائعة «إنت عمري» ثم أبدعا سويًّا أروع الأغنيات في تاريخ الأغنية منها أغنيات: «انت الحب، أمل حياتي، فكروني، هذه ليلتي، أغداً ألقاك، ودارت الأيام»، وأخيراً «ليلة حب».

 

 

لم تتمكن من غناء أغنية أوقاتي بتحلو معاك و حياتي بتكمل برضاك، فأثناء البروفات للأغنية وقعت صريعة لمرض التهاب الكلى. سافرت إلى لندن لتلقي لعلاج وكانت قبل سفرها قد طلبت من الشاعر صالح جودت أن يكتب أغنية بمناسبة نصر أكتوبر وبعد عودتها طلبت من الملحن رياض السنباطي تلحينها حتى تغنيها في عيد النصر لكنها توفيت قبل تأديتها.

 

 

تكريماتها:

 

وسام الرافدين من قبل الحكومة العراقية في 1946 وهو أعلى وسام يمنح في العراق، في عصر النظام الملكي

في عام 1975 تضم إلى قائمة الأوسمة وسام النهضة من ملك الأردن عام ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من الرئيس هاشم الأتاسي

وسام الجمهورية من رئيس تونس بورقيبة عام1968.

في عام 1959 تنال وسام الأرز برتبة كوماندوز من رئيس الوزراء اللبناني رشيد كرامي.

 

بدأت صحتها تسوء في عام 1971م، فانقطعت عن تقديم الحفلات، وكانت أغنية ليلة حب آخر ماغنته وذلك في 17 نوفمبر 1972.

 

 

توفيت يوم الأثنين 3 فبراير 1975م عند الرابعة مساءاً بسبب قصور القلب عن عمر يناهز 76 عاماً في القاهرة.