أليسا أكبر من ذلك!


رأي خاص – فاطمة داوود

كانت اليسا متأهبة لمقابلة شاملة، في برنامج “مجموعة انسان” (يعرض يومياً على شاشة ام بي سي) . طرحت كل أخبارها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليبدو المشهد واضحاً:  لدي جدول اعمال مزدحم. اغاني جديدة ، ديو على نار حامية، مشروع في 21 حزيران، فيديو كليب لقصة حياة مثيرة. هي، جاهزة. صريحة، عفوية، متصالحة مع ذاتها. لا تخشى التعبير عن آرائها السياسية. لا تخشى الحديث بالدين. توقعت ان تطرح أمام الرأي العام الذي ينتظرها مجموعة “شخصيات” مجموعة “اليساات”. نعم، النجمة التي تحوّلت الى أيقونة الفن. حاصدة الجوائز العربية والعالمية. لا شك ان بجعبتها الكثير لتتحدث عنه على شاشة هي الأكبر في الوطن العربي. ولولا اهمية هذه المقابلة لما تصدّرت التراند العالمي بعد الاعلان مباشرة عن الحلقة وما زال حتى كتابة هذه السطور.

لكن للأسف، وقفنا امام مشهد بسيط ، اسئلة سهلة، قديمة، لم تواكب اليسا المتجددة كل يوم. من زمن بعيد تحدثت الصحافة عن خلافها مع هيفا وهبي، ولكن لاحقاً ظهرتا سوياً في صورة مشتركة لتعرب اليسا عن حبّها على الأقل امام الرأي العام. اذا اضطرت ان تدخل في آلة الزمن لسنوات خلت . أين الحديث عن تامر حسني. وقولها سابقاً انها تفضل عمرو دياب؟ الكلام الذي قالته على الشاشة ذاتها؟  لم لم تعرض على الأقل مقطعاً حصرياً من الفيديو كليب الجديد لتقدم على الأقل هدية لجمهورها؟

لم اجترار أخبار وفيديوهات قديمة موجودة اصلاً على اليوتيوب، لا تقدم ولا تؤخر بشيء؟ متى سيعرف القائمون على البرامج الحوارية انه لا يجوز عرض فيديو لمقابلة خاصة بالضيف وهو موجود في الاستوديو؟ هكذا حدث مع حدثيها عن الصيام وطقوس شهر رمضان؟ هي فقط لملئ الوقت وتعبئته.

اليسا كانت مستعدة لكل انواع الأسئلة، خاطبت المذيع: ماذا تريد ان تعرف؟ قل لي. وذلك بعدما شعرت أنه يدور ويدور حول الموضوع دون طرح السؤال مباشرة، وهذا ما يدل على ارتباك شديد امام الفنانة الأكثر نجومية اليوم.

المقابلة كانت حابسة للأنفاس. ليس لفخامة المواضيع التي طرحت أو شدتها ، انما لانتظار متى ستطرح الأسئلة الآنية؟ اليسا أعمق بكثير مما بانت عليه لكن ما باليد حيلة فهي تنتظر سؤالاً لتجاوب عليه. فليس منطقياً ان تطرح هي المواضيع وتحاور فيها. لا شك أنها أكبر من تلك الفرضية. والى لقاء أعمق وأكبر مع نجمة لم يتسع لها الوقت لتكشف عن كل أفكارها ومشاريعها.