اليسا وماجدة الرومي وراغب علامة ينعون زياد الرحباني


نعى كل من الفنانين اللبنانيين كل من اليسا وماجدة الرومي وراغب علامة الموسيقار اللبناني الكبير زياد الرحباني الذي وافته المنية اليوم وكتب اليسا:” زياد_الرحباني ما كان فنان عادي والاكيد انو ما كان شخص عادي كمان. عبقريته الموسيقية والفنية ما بتتكرر، واليوم بخسارته خسر لبنان شقفة منو وشقفة كبيرة من ذاكرته الجماعية. #فيروز سفيرتنا للدني كلها هي اليوم إم زياد، الله يعطيها الصبر والقوة زياد، العظماء متلك ما بيموتوا…”

اما راغب علامة فكتب:” رحل اليوم عبقري لبنان #زياد_الرحباني، الفنان والإنسان الذي سكن قلوبنا بفنه الحر وكلماته الصادقة. زياد لم يكن مجرد فنان، بل حالة استثنائية متمرّدة، تركت أثراً لا يُمحى في تاريخنا الثقافي. أحرّ التعازي للسيدة #فيروز، ولعائلة الرحباني، ولكل من أحبّه. وداعاً يا زياد… ستبقى خالداً في الوجدان، صوتاً لا يموت.

وكتبت ماجدة الرومي :”ويرحل عبقري من بلادي تحية إكبار لإبداعك… وموسيقى السلام لروحك الثائرة #زياد_الرحباني#وداعاً#ماجدة_الرومي 26-7-2025″.

 وُلد زياد عاصي الرحباني في بيروت، في الأول من كانون الثاني/يناير عام 1956. هو الابن البكر للسيدة فيروز والمؤلف الموسيقي والمسرحي والشاعر عاصي الرحباني، ونشأ في بيتٍ موسيقيّ بامتياز، حيث كانت الألحان والنصوص والمسرحيات جزءاً من الحياة اليومية.

منذ طفولته، أظهر زياد ميلاً واضحاً إلى الموسيقى. بدأ يعزف على البيانو في عمر مبكر، وراح يتابع ما يدور حوله من عمل فنيّ بصمت ودقّة. وفي سن المراهقة، بدأت تظهر ملامح موهبته بشكل لافت، وخصوصًا حين اضطرّ إلى تأليف لحن أغنية “سألوني الناس” عام 1973 بسبب مرض والده. كانت تلك أول مرّة يوقّع فيها عملاً غنائياً بصوته الخاص، من دون أن يُعلن اسمه علناً.

مع الوقت، بدأ زياد يبتعد تدريجياً عن الأسلوب الرحباني الكلاسيكي، وسلك طريقاً فنياً مغايراً. اختار المسرح كمساحة للتعبير عن مواقفه السياسية والاجتماعية، وكتب أولى مسرحياته “سهرية” وهو في السابعة عشرة. تبعتها أعمال كثيرة شكّلت تحولًا في المسرح اللبناني مثل: “نزل السرور” (1974)، “بالنسبة لبكرا شو؟” (1978)، “فيلم أميركي طويل” (1980)، “شي فاشل” (1983)، “بخصوص الكرامة والشعب العنيد” (1993).

تميّزت هذه المسرحيات بلغتها العامية الساخرة، وبطرحها المباشر لقضايا الحرب، الطائفية، الطبقية، والفساد، بعيداً عن التجميل والخطابات المنمّقة. وكان زياد يكتب النص، ويلحن، ويشارك أحياناً في التمثيل أو الإخراج، جامعاً بين الفكرة والتطبيق في عمل واحد.

في مجال الموسيقى، مزج زياد بين الجاز والموسيقى الشرقية، وقدّم أعمالًا مختلفة من حيث التوزيع والأسلوب. من أشهر ألبوماته: “إلى عاصي” (1978)، “بما إنّو” (1992)، “مونودوز” (2001)، “ماشي الحال” (2015).

كذلك لحّن عدداً من الأغاني لوالدته فيروز، أبرزها: “كيفك إنت”، “ولا كيف”، “عودك رنان”، و”قهوة”. كانت تلك التجربة الخاصة بين الأم والابن واحدة من أكثر المحطّات تأثيراً في مسيرته.

إلى جانب الفن، لم يُخفِ زياد مواقفه السياسية، وارتبط اسمه بخط اليسار اللبناني، ودعم قضايا العمال والفقراء. عبّر عن آرائه من خلال نصوصه، ومقابلاته، وبرامجه الإذاعية التي استخدم فيها أسلوب السخرية والنقد اللاذع.

على المستوى الشخصي، تزوّج زياد من دلال كرم، وله منها ابن واحد، قبل أن ينفصل لاحقاً. حياته الخاصة بقيت في الظل إلى حدّ ما، لكنها انعكست في أعماله التي حملت دائماً شيئاً من الحنين والتعب والغضب.

ورغم غيابه عن الإعلام في فترات طويلة، ظلّ حضوره ثابتاً في الوجدان اللبناني، سواء من خلال موسيقاه، أو مسرحياته، أو عباراته الشهيرة التي تحوّلت إلى أقوال متداولة.