انشغلت وسائل الإعلام العالمية، المعنية بالشأن الرياضي، بالقنبلة الكبيرة التي فجرها نادي الهلال السعودي، والمتعلقة بالرغبة في ضم النجم الكروي العالمي الفرنسي كليان مبابي، الذي استبعده فريقه باريس سان جيرمان من جولته الآسيوية، التي يقوم بها حالياً، ووضعه على قائمة البيع، نظراً لإصرار مبابي على مغادرة النادي الفرنسي في صيف عام 2024، موعد انتهاء عقده مجاناً، ورغبته في الانتقال إلى نادي أحلامه ريال مدريد الإسباني.
النادي الفرنسي، الذي لا يرغب في خسارة اللاعب مجاناً، طلب من مبابي إما التوقيع على عقد جديد، أو بيعه هذا الصيف، حتى لا يرحل مجاناً، وسط قناعات تامة من قبل النادي الفرنسي بأن نجمه الأول يرغب في الحصول على مكافأة الولاء، التي تقدر قيمتها بـ40 مليون يورو، وتستحق يوم 1 أغسطس المقبل، قبل الإعلان عن رغبته في الانتقال مجاناً إلى ريال مدريد الصيف المقبل.
ووسط كل هذه الاحتمالات، أعلن النادي الفرنسي عن وضع نجمه الأول في السوق، وظلت الأندية الأوروبية مترددة في طلب الحصول على خدمات مبابي، لمعرفتها برغبته في الانتقال إلى ريال مدريد، حتى وضع نادي الهلال السعودي سوق انتقالات اللاعبين الصيفي الذي ينتهي يوم 1 سبتمبر المقبل، على صفيح ساخن، بإعلانه رغبته في التعاقد مع مبابي لموسم كروي واحد فقط، والسماح له في صيف عام 2024 بالانتقال إلى نادي أحلامه ريال مدريد الإسباني.
المثير في الأمر أن النادي السعودي وضع مبلغ 300 مليون يورو تحت أمر النادي الفرنسي، كمبلغ لشراء عقد اللاعب، ما جعل النادي الفرنسي يعلن سماحه لممثلي نادي الهلال بالتفاوض بشكل مباشر مع وكلاء مبابي، حيث أدهش النادي السعودي العالم بنيته دفع رواتب تقدر قيمتها بـ700 مليون يورو للاعب الفرنسي، مع منحه حقوق الصورة الخاصة به بنسبة 100%، والسماح له في صيف عام 2024 بالانتقال مجاناً إلى نادي ريال مدريد الإسباني.
العرض الخيالي غير المعقول، الذي يعد خسارة مالية بالنسبة لأي نادٍ أوروبي، يقابله اعتقاد وقناعة تامة من قبل القائمين على الرياضة السعودية، بأن المردود المالي والإعلامي والإعلاني من وراء التعاقد مع مبابي لموسم واحد فقط ليلعب في دوري روشن السعودي، بقيمة الصفقة التاريخية إن تمت، سيعود على الرياضة السعودية بشكل عام، وكرة القدم بشكل خاص، بأضعاف قيمة المبلغ الذي يصل مجموعه إلى مليار يورو.
في سياق متصل، لايزال نادي ريال مدريد الإسباني صامتاً، وسط العاصفة الإعلامية الكبيرة التي أحدثها العرض السعودي، فريال مدريد لا يرغب في ضخ أموال كبيرة بالسوق، حتى لا يقع ضحية قانون اللعب المالي النظيف، الذي يطبق بصرامة في أوروبا، وخطط النادي الإسباني تتوافق مع رغبة مبابي في الانتقال إليه صيف عام 2024، مع دفع مكافأة توقيع قدرها 100 مليون يورو، ومنحه حقوق الصور بنسبة 75%، فضلاً عن 25 مليون يورو كراتب سنوي صافٍ من الضرائب، وهو الاتفاق غير المعلن بين النادي الإسباني واللاعب الفرنسي.
لكن مع العقد السعودي المغري والتاريخي، الذي يتواءم مع رغبة ريال مدريد ومبابي، بالعمل معاً في صيف عام 2024، فإن الأمر بات أكثر تعقيداً، خاصة أن جماهير ريال مدريد تمني النفس بانضمام كليان إليها هذا الصيف، وعدم الانتظار إلى العام المقبل، خاصة في ظل حاجة الفريق الإسباني إلى رأس حربة صريح، بعد انتقال قائده كريم بنزيمة إلى نادي الاتحاد السعودي.