هل هناك علاقة بين القلق والخوف بأمراض الجهاز الهضمي؟


كلنا نشعر بالخوف إذا حدث لنا موقف مفاجئ، خاصة في الظلام، كما قد يشعر بعض الناس – الذين ينفرون من الحيوانات – بالخوف إذا ظهر أمامهم فجأة كلب أو قطة في الطريق أو الحديقة.

لكن هل هذا الخوف يؤثر في صحة الجسم؟

يفيد باحثون في جامعة سابينزا الكائنة بالعاصمة الإيطالية روما، بأن شعور الخوف ينتقل مباشرة إلى أعماق أمعاء الجسم حيث الجهاز الهضمي، فبعض الناس يشعرون مباشرة بالتوعك، وآخرون يشعرون بانقباض المعدة.

وأشار الباحثون، بحسب موقع “ساينس ألرت” الإخباري المهتم بالقضايا الطبية، إلى وجود علاقة قوية بين ردود الفعل المعوية، واستجابة الدماغ للمواقف التي تُشعر الإنسان بالخوف، حيث تلعب شبكة المعدة دوراً رئيسياً في الاستجابات العاطفية للجسم، والشعور بآلام المعدة والجهاز الهضمي.

وقادت عالمة النفس، جوزيبينا بورسيلو، فريقاً من الباحثين، لاستكشاف أثر الخوف على نظام الجهاز الهضمي، باستخدام مستشعرات قابلة للابتلاع، يمكنها قياس الحموضة ودرجة الحرارة والضغط أثناء مرورها عبر الجهاز الهضمي، من خلال دراسة خضع لها 31 شخصاً، يتمتعون بصحة جيدة، قاموا بابتلاع قرص ذكي يحتوي على جهاز استشعار وبطارية وجهاز لاسكي. وقاس الباحثون النشاط الكهربائي العضلي للجهاز الهضمي من الخارج، إضافة إلى التفاعلات الفسيولوجية الأخرى، أثناء مشاهدتهم مقاطع فيديو قصيرة جداً، ذات محتويات مختلفة تتنوع بين السعادة والحزن والخوف والاشمئزاز.

وتوصلت الدراسة إلى أن أحاسيس المعدة تتم استثارتها عند مشاهدة مناظر الخوف، فيما ارتفع معدل التنفس عند مشاهدة المقاطع الحزينة.

وفي العموم، يعد الخوف أمراً صحياً، عندما يبعد الشخص عن الخطر الذي يحيط به، فمثلاً حين رؤية حيوان مخيف، يقود هذا الخوف للابتعاد عنه، وهو خوف صحي.

لكن الخوف غير الصحي يتعلق بالدرجة الأولى بالمخاوف غير الضرورية التي تجتاح الإنسان وتقلقه، خوفاً من أمر قادم قد لا يحدث أساساً، لأن الخوف عائق كبير يمنع من القيام بالعديد من الأمور.