مهرجان بيروت السينمائي للمرأة يُكرّم رندة كعدي… ووزير السياحة يطلق مبادرة سينمائية


افتُتحت الدورة السادسة من مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة في 5 آذار الجاري بكازينو لبنان وسط حضور لافت لأهل السينما والمسرح والإعلام وبرعاية وزير السياحة وليد نصّار، حيث يُعرض فيها أكثر من 74 فيلماً من 45 دولة، تختلف بين الأفلام القصيرة والطويلة، اللبنانيّة والأجنبيّة، تحت عنوان “النساء من أجل القيادة”.

وتزامناً مع يوم المرأة العالميّ، يُكرّم المهرجان سنوياً شخصية نسائية بارزة في عالم السينما والدراما العربية حصدت محبّة وثقة الجماهير وتركت بصمة معيّنة في المجال بمثابة تقدير وشكر لها على مسيرتها المشرّفة. ووقع الاختيار هذا العام على الممثلة القديرة رندة كعدي، المعروفة بـ”ماما رندة”، والمُلقبة بـ”سيّدة الشاشة اللبنانيّة”.

وكان المهرجان قد كرّم في الدورات السابقة الممثلة تقلا شمعون، والممثلة المصريّة إلهام شاهين، ومؤسِّسة “سينما لبنان” ومسرحَي “مونو” وبيريت” إيميه بولس، والممثلة اللبنانية الرائدة وفاء طربيه.

في كلمته، أكّد مدير المهرجان سام لحود أنّ “الهدف من هذا الحدث السينمائيّ الذي يُقام رغم كلّ الصعوبات التي تعصف بالبلد، هو إثبات تمسّكنا بقطاع السينما وإصرارنا على إعادة إحيائه، لا سيّما على صعيد الأفلام التي تحمل مسؤولية اجتماعيّة، وتناصر قضايا حقوق الإنسان والمرأة والسلام، إذ نتمكّن من تحقيق هذا المرتجى من خلال المهرجان، بحيث إنّه مجّانيّ ومتاح للجميع”.

كما شدّد لحود على أنّ “النشاط الثقافيّ والفنّي يُعيد الروح إلى الإنسان، ويسمح له بالهروب من واقعنا المستفحل، ويقوّي فينا إرادة الحياة. وأخيراً هذا المهرجان يركّز على دور المرأة العاملة في مجال الإعلام والسينما، ونريد إظهار رؤية المرأة للعالم انطلاقاً من ثقافتها، وإبداعاتها، فضلاً عن خياراتها الوطنية والثقافية”، معتبراً أنّنا نُريد توازناً بين دور المرأة والرجل في مجتمعنا، إذ إنّ المرأة يمكنها أن تقود في جميع المجالات وأن تكون إلى جانب الرجل وليس خلفه”.

استُهل الحفل التكريميّ بمجموعة أغاني قدّمته كارين جعجع، من إعداد وعزف الموسيقي جاد عبيد، حيث تضمّن باقة من شارات المسلسلات التي شاركت فيها رندة كعدي منذ بداياتها حتّى يومنا هذا. إضافة إلى عرض وثائقيّ حول رحلة نجاح الفنانة القديرة بشهادة الناقد السينمائيّ إميل شاهين، والممثل الكبير نقولا دانيال، ومؤسّس وصاحب شركة الصبّاح غروب السيّد صادق أنور الصبّاح، و”رفيق دربها” وبطل مسلسل للموت علي الزين، والممثل بديع أبو شقرا.

“لم أنم من شدّة حماسي، ودموعي اليوم وأنا أقف أمامكم تشهد على ذلك”، بهذه الكلمات اختارت رندة كعدي التعبير عن فرحتها الكبيرة، كما وصفتها، بالتكريم الذي حصدته من المهرجان ومحبّة الجمهور طيلة السنوات الماضية، مستذكرةً “أيّام الحرب المشؤومة التي تحدّتها بعدما كانت تهرب من القنّاص وهي حامل بابنتها البكر بترا، لتصل إلى مكان التصوير وتقوم بالعمل الأحبّ إلى قلبها”.

بالنسبة لرندة، “الفنّ لا حدود له، فهو أشبه بالخمر الذي تعطش إليه الروح فيسقيها فرحاً حتّى في أصعب الأوقات”. تُشير الممثلة في كلمتها إلى الصعوبات الكبيرة التي تواجه قطاع السينما والمسرح في لبنان اليوم، مشيدةً بـ”المجهود الكبير الذي تبذله بعض الجهات لإبقائه حيّاً”. أمّا عن أدوارها المتعدّدة، فتشرح أنّها “لم تكن سهلة، وكان أشبه بالتحدّي بالنسبة إليها، إذ في كلّ مرّة كانت تسأل نفسها: هل سيتقبلني الجمهور بهذا الدور؟ وهل حقاً أستحقّ التكريم؟”، لتعلو الهتافات داخل الصالة ويُردّد الجمع بصوت واحد: “تستحقين أكثر من ذلك بكثير…”.

إلى ذلك، تخلّل الحفل كلمة لراعي المهرجان، وزير السياحة وليد نصّار، الذي كشف عن نيّته بتنفيذ فكرة تحمل اسم “ليبانون سينما سيتي”، وتحديداً في منطقة كسروان، حيث من المقرّر أنّ يتمّ تمويلها من القطاعين العام والخاصّ، متوجهاً إلى عرّاب الحفل سام لحود بمساعدته لتحقيقها لما فيه من خير للقطاع ولأهله، داعياً إيّاه إلى “تشكيل لجنة مصغرّة من أصحاب الاختصاص للمباشرة بتنفيذه على مراحل عدّة”.

هذا وسيكون الجمهور على موعد مع العرض الأول في لبنان للفيلم التونسي “قدر” لتقلا شمعون في صالات مجمّع “ABC” ضبيّة، وعرض للمرة الأولى لفيلم “إيمان” من بطولة ريتا حايك وستيفاني عطالله يوم الثلثاء الواقع في 7 آذار الجاري، أمّا اليوم الأخير، فسيتمّ خلاله عرض فيلم: “أرض الوهم”، للمخرج كارلوس شاهين وبطولة الممثل طلال جردي.

كما سيلي العروض السينمائيّة في مجمع “ABC” ضبيّة سلسلة حوارات وجلسات نقاش حول تمكين المرأة ودورها في المجتمع، إضافة إلى مواضيع أخرى ذات صلة وقضايا اجتماعيّة عدّة.