في مثل هذا اليوم تمر ذكرى ميلاد الفنان المصري الكبير فؤاد أحمد ال 86 عاما أحد مبدعى الفن الذين أعطوه أكثر مما أخذوا منه وأبدعوا حتى آخر أيام حياتهم ودفعوا في حبه ثمناً باهظاً من صحتهم وحياتهم وعمرهم.
الفنان فؤاد أحمد الذي ربما يحفظ الكثيرون شكله ويتذكرون أدواره وأدائه القوى ونبرة صوته ونظرة عينيه التي تبث الرعب، لكنهم لا يتذكرون اسمه لأنه كان أحد مظاليم الفن الذين يتمتعون بموهبة كبيرة لكن لم ينالوا حظهم في العديد من الأدوار التي يستحقونها.
وربما لا يعرف الكثيرون وهم يرون هذا الشرير على الشاشة أن الفنان فؤاد أحمد الذي جسد دور حمودة الأقرع في فيلم المشبوه وهامان في مسلسل محمد رسول الله قد دفع عمره ونور عينيه ثمنا لحبه للفن وسعيه الدائم لإتقان أدواره مهما كلفه هذا من جهد وصحة وتضحيات، حتى أنه فقد بصره بسبب ماكياج شخصية هامان، حيث كان يدهن جسده ورأسه بألوان الزيت والقطران ولإزالتها كان يضطر للاستحمام بالبنزين والجاز، ما أثر على حالته الصحية وأصابه بالعمي.
ولد الفنان فؤاد أحمد في مثل هذا اليوم الموافق 27 يناير من عام 1936، وعشق فؤاد أحمد الفن منذ صغره وحصل على درجة الليسانس في اﻵداب والبكالوريوس من المعهد العالي للفنون المسرحية، وكان معروفا في الوسط الفني بثقافته الواسعة، فكان الكثير من زملائه يلجأون إليه حين تقف أمامهم أي معلومة ، كما اشتهر بحرصه واهتمامه بالشخصيات التي يقدمها وتحضيراته لها ، حيث كان يهتم بكل تفاصيل الشخصية من ملابس واكسسوارات، حتى أنه أصر على أن يحلق شعره بالكامل لتقديم شخصية هامان في مسلسل محمد رسول الله ورفض ارتداء باروكة كباقي زملائه.
عمل فؤاد أحمد في مسرح (الحكيم) منذ عام 1963 واشترك في عروض المدبوليزم التى أسسها الفنان عبدالمنعم مدبولي ، كما شارك فى عدد من المسرحيات ومنها مسرحية “علشان خاطر عيونك” أمام الفنان فؤاد المهندس، ومسرحيات “بجماليون، اللص والكلاب، الجياع ،جان دارك، مع خالص تحياتي”، كما شارك في عدد كبير من المسلسلات الدينية والتاريخية والاجتماعية ومنها :”الجزأين الأول والرابع من المسلسل الديني لا اله إلا الله، ومسلسل:البؤساء والدوامة وعلى باب زويلة والكعبة المشرفة، كما شارك في مسلسل جمهورية زفتى وهو فاقد البصر كليًا ، وكان أخر أعماله مشاركته في مسلسل “جحا المصري”عام 2002.
امتلك فؤاد أحمد قدرات فنية هائلة جعلته يؤدي أدواره وكأنه ابتلع الشر وهضمه لتظهر آثاره على صوته وجسده وعينيه وكل حواسه وهو يجسد أدوار الشرير، فهو البلطجي في فيلم “خمسة باب”، وزوج الأم الذي تسبب فى أزمة نفسية لابنة زوجته التي اعتقدت أنه والدها فإذا به يتحرش بها مما أصابها بالجنون فى فيلم “خلى بالك من عقلك”، كما أبدع فى أداء شخصيات أخرى في أفلام “رجل لهذا الزمان، القطار، البؤساء”، وغيرها، ورغم عبقريته الفنية لم يحصل فؤاد أحمد المولود عام 1936 على ما يوازى موهبته الفنية.
وتوفي الفنان فؤاد أحمد بعد رحلة عطاء فني دفع فيه من صحته وبصره وموهبته دون أن يحصل على ما يستحق من أدوار وتكريمات في 15 أغسطس عام 2010 فى شهر رمضان عن عمر يناهز الرابعة والسبعين.