مرة أخرى، يبهر عاصي مصر، مرّة أخرى يبصم الجمهور المصري لفارس الأغنية العربية عاصي الحلاني بالعشرة، ويصفّق له طويلاً على كل ما يغنّيه. والخبر الآتي اليوم من مصر العربية، أن عاصي أحيا حفلاً غنائياً في الأسكندرية، مدينة الجمال والتاريخ والفن على البحر المتوسّط ، تلاها حفله السنوي التقليدي في دار الأوبرا المصرية.
وبين المدينتين كان الجمهور يؤكّد لعاصي أن مكانته صارت أكبر وأجمل مما يتصوّرها أو يعتقدها في قلوب المصريين. .. هناك في مصر، جمهور لا يحب أياً كان، وجمهور الدور الثقافية سواء مكتبة الإسكندرية، أو دار أوبراالقاهرة، لا يعجبه أياً كان، ولا يطرب لأي غناء. لكن الحكاية مع عاصي، صارت مألوفة وأصبح الفنان اللبناني الذي صحّ فيه لقب “الفارس النبيل” واحداً من الأسرة المصرية. يغني لهم ومعهم ولا يتردّد أن يغني قسمهم الشهير الذي غناه عبد الحليم، وأقسم أن يغنيه دائماً .. وكأني بعاصي يمسك راية “القسم والحلفان بالقمح والمصنع، والمدنه وبالمدفع … بأن تظلّ الشمس العربية مشرقة.
عاصي لا يشبه أحداً، ولا يريد أن يشبه أحداً، وجمهوره الكبير من مصر الى لبنان وكل الدول العربية، لا يريدونه إلا كما هو منفرداً متفرّداً.
وبتفرّد غنّى أغانيه، وبعضاً من الحنين لزمن حليم، العاطفي والشعبي والوطني، كان لا بد منه. وبهذا قطف عاصي الحلاني مرة أخرى… حباً وقلوباً ولهيب أكفّ تصفّق وتصفّق، فلا تتعب ولا تكلّ ولا تملّ . واستجاب العاصي على الملل، فغنى لأكثر من ساعتين أجمل الأغاني والمواويل، ثم انحنى لمصر، وجمهور مصر، بتحيّة الشكر. لتستوقفه وزيرة الثقافة الأستاذة الفنانة إيناس عبد الدايم، وتحييه بتكريم ودرع تقديري بإسم مهرجان الموسيقى العربية، في دورته الثلاثون. وينصرف، ملوّحاً بيده، أن إنتظروني قريباً قريباً .. فبين كل عيد وعيد، لا بد أن يكون عاصي بين المصريين. ونسأله، لماذا الإكثار من حفلاتك في مصر، فيجيب، فقط للثبات المستمر على النجاح في مصر… أم الدنيا. لمصر فضلها بعد الله على الفن والفنانين العرب، وهل أجمل من أن نكون فيها ومعها دائماً؟ .. تحيا مصر!