“لا حكم عليه” مصدقّ بإبداع قصيّ الخولي


بقلم فاطمة داوود    Beirutcom

يعشق قصي الخولي التلوّن. يميل الى سلخ جلده من مسلسل لآخر. هو الذي خاض غمار الأدوار كلها من الرومانسية الى الشرّ رسى على مرفأ مسلسله الجديد “لا حكم عليه” ليقدم أحد أجمل شخصيات الانسان المطحون بمشاكله الصغيرة، لمن يعيش أقصى طموحاته بالزواج من حبيبته وإيجاد منزل للإيجار يأويه لتأسيس عائلة. هذا الرجل “نسيم” (قصي الخولي) يجد نفسه فريسة قدر مشؤوم حمّله جرم قتل أمه وعشيقها المزعوم. رواية من كتابة نادين جابر وبلال شحادات رسمت بدقة مشوّقة ومتناهية فلا يميل النظر عنها لحظة واحدة ولا تخطي لأية حلقة.  كل حلقة تحمل ومضات متسارعة لفك شيفرة العصابة المجرمة المتاجرة بالأعضاء البشرية والتي لا توفّر حتى الأطفال الصغار.

نصّ سكب على الشاشة بقيادة العقل المدوزن للكادرات فيليب أسمر، الذي أصبح من العلامات البازرة في عالم الإخراج، ورافعة لكل عمل درامي ناجح وجماهيري. ورغم وفرة الاعمال المعروضة له بنفس التوقيت سواء على المنصات او الشاشات فإنه يحمل مخزوناً إبداعياً ينثره على كل شخصية مهما اختلفت مكوناته. نجده في “لا حكم عليه” يرسم لفاليري ابي شقرا وطوني عيسى وكارول الحاج وكارلوس عازار وعبدو شاهين وايلي متري واسعد رشدان ورندا كعدي وسمارا نهرا وكارين سلامة وسحر فوزي أبعاداً مستجدة لم نعهدها بأدائهم سابقاً.

نتابع “لا حكم عليه” بشغف شديد يرقى الى متابعة المسلسلات الهوليودية، فالصورة راقية، متقنة ومشاهد الأكشن مذهلة للغاية سواء في السجن او معركة “نسيم” مع اولاد غريمه زوج امه المقتول، حتى يبدو ان قصي الخولي قد تابع دورات مكثفة في الأكشن وله باع طويل بتنفيذ مثل هذه المشاهد، ثم تأتي “زمن بيطار” (فاليري ابو شقرا) بنعومتها وهدوءها لترطبّ أجواء الاحتقان رغم نواياها البركانية للانتقام ممن قتل والدها الصحافي الاستقصائي (فادي ابراهيم) . انها توليفة لا ينقصها شيء من شد الانتباه للشاشة الصغيرة عبر منصة “شاهد” حيث غلبت اكبر المسلسلات المعروضة على شاشات التلفزة ولا شك يستحق هذا العمل عرضه لاحقاً لما سيحصده من نجاحات أكبر لمن لا يملكون اشتراك “شاهد”.

لا شك انه لولا سخاء الانتاج لشركة الصباح ما أبصر المسلسل بهذا المستوى الراقي والمتقن باختيارات الممثلين كلّ حسب دوره المسكوب والمفصّل بعناية، ومتطلبات تستجديها الأماكن وزواياها وهذا ليس بعيداً عن شركة احترفت الأعمال الضخمة وخططت رسوماً لرفع مستوى الدراما عالياً لامس العالمية.

 أحداث حساسّة ودقيقة تتسارع كل ليلة مع الاقتراب للخيوط الرفيعة وراء العصابة المجرمة التي تتاجر بأعضاء البشر ومنهم الأطفال ما يضع الإصبع على جرح مالح لفظاعة موضوعه لمجرد مرور لحظات لفعل هذه الجريمة النكراء فكيف سيصل الثنائي “نسيم” و “زمن” الى العصابة وتجريمها؟ وكيف سينتصر الخير على الشرّ كما هي عادة الخيال الدرامي؟ تلك أحداث سيشهدها المسلسل الذي يحقق نجاحاً عبر منصة شاهد بنسب المشاهدة وتفاعلاً قوياً عبر مواقع التواصل الاجتماعي.