أين هيبة وفخامة الدراما اللبنانية؟


بقلم: فاطمة داود

مع انطلاق السباق الرمضاني الدرامي، شعر المشاهد بالارتباك فلا المحطات التلفزيونية اعلنت عن البرمجة النهائية لمسلسلاتها ولا قائمة الانتظار اماطت اللثام عن انتاجات كبيرة على قدر التوقعات، فبات المشهد رهن المفاجآت الى ان اعلن عن موسم بمفعول رجعي بالكامل.

الدراما اللبنانية التي اعتادت منذ عدة سنوات على المنافسة العربية بمعيّة شركة الصباح اخوان وبات يحسب لها حساب في قوائم المراكز الاولى عربياً وخليجياً، غابت هيبتها وفخامتها وقوة انتاجاتها الضخمة. لا شك ان السبب المباشر هو تفشي فيروس كورونا عالمياً واجبار البشر على ملازمة المنازل وسط اجراءات عزل كاملة انسحبت على الانتاج السينمائي والدرامي. لبنان كان اكثر الدول حرصاً فضرب بيد من حديد وفرض الالتزام التامّ بتوقّف التصويرما ادى الى ضربة قاصمة على ظهر المسلسلات. ها هو “الهيبة ” بنجمه المخضرم تيم حسن يغيب عن الساحة تاركاً فراغاً مدوياً بعدما رافق المشاهدين من منازلهم الى المقاهي الشعبية، واذ بمسلسل “2020” لنجمته نادين نجيم يمني بضربة أخرى اقعدته عن التصوير وأجلت عرضه الى ما بعد رمضان. 2020 العمل الذي كان يتوقع له تحقيق نجاح يساوي “خمسة ونص” التي تمددّ من لبنان الى مصر والخليج وتربّع ضمن قائمة الأعمال الدرامية العربية متوّجاً نجيم نجمة عربية بامتياز. ولن نعدد العوامل التي أدت الى التخطّي والتحليق لكثرتها انما يمكن اختصارها انه عوامل متكاملة تشابكت لتخرج هذه النتيجة.
أسود فاتح لنجمته هيفا وهبي غاب عن الشاشة الرمضانية وهو ايضاً من انتاج شركة الصباح توقّف تصويره بسبب العزل المنزل ومضيّاً بالإجراءات الصارمة لخطة مكافحة كورونا. الأعمال الثلاثة التي افتقدها المشاهد انعكست سلباً على الحضور الطاغي والساحر للدراما اللبنانية وبات الحديث باهتاً عن كل ما يعرض رغم كل المحاولات التي بذلتها المحطات التلفزيونية كي تجذب متابعيها.

المؤسف حقاً ان تصدر احصاءات شركة “ايبسوس” فتتحفنا بتصدر الدراما التركية المركزين الأول والثاني. انها الفاجعة. كيف لدراما تركية ان تتصدر المشهد ونحن في خضم موسم رمضاني يعتبر الذروة للإنتاجات. ما شفع قليلاً هو عرض مسلسلات سلسة وجميلة مثل “العودة ” ، “سرّ” ، “بالقلب” و”بردانة أنا” لكنها إما عرضت كاملة خارج رمضان او عرضت عدة حلقات منها قبل اندلاع الثورة فلم يكن وقع الإبهار والانجذاب الكامل ويستثنى مسلسل “أولاد آدم” كإنتاج خاص وجديد لرمضان 2020 فبدا يتيماً ومغيّباً عن المنافسة العربية. الحقّ يقال فإن الممثلون والممثلات حشدوا كل الإمكانات والمواهب فبرزوا بزخم امام جماهيرهم وأدّوا واجبهم على أكمل وجه. كما ان بعض المسلسلات كرسّت نجومية مستجدة للبعض منهم مثال لا للحصر “سارة أبي كنعان” و “دانيللا رحمة” في حين ظلمت بعض المسلسلات مثل “لو ما التقينا” بطولة يوسف الخال وسارة ابي كنعان الذي عرض على قناة bein drama فرغم جمالية العمل لكن عدم عرضه على محطة محلية اخرجه من المنافسة المباشرة .

هذا العام شهد على عبارة “الممثل اللبناني لا ينقصه سوى الانتاج الضخم” فإذا حضر حلّق عربياً وإذا غاب حصر محلياً.

الرجاء عدم نسخ ما يزيد عن 20 بالمئة من الخبر، مع ضرورة ذكر إسم موقع بيروتكم beirutcom.net ، بالإضافة إلى إرفاقه برابط الخبر الأساسي لموقعنا، وذلك حفاظاً على حقوق الملكية الفكرية وتحت طائلة الملاحقة القانونية.