توم وجيري يكملان 80 عاماً من المطاردات المتواصلة


قط يعاني من وجود فأر مزعج يشاركه منزله، ويحيك خططاً لا تنتهي للتخلص منه. لكن حين يضع القط مصيدة فئران مفخخة بقطعة شهية من الجبن، يتمكن الفأر الماكر من خداع المصيدة، وبمعدة ممتلئة يهرب منتصراً ليلوذ بوكره الآمن.

لا بد أنكم عرفتم بطلي القصة، بل وتكهنتم بالشكل الذي تنتهي به دائماً: القط، توم يصرخ بغضب، أما مصير خطته الجديدة للتخلص من خصمه اللدود الفأر جيري، فلن تنتهي إلا بنتائج عكسية، تماماً مثل سابقتها.

قد تكون قصص مغامرات توم وجيري معروفة للجميع، ولكن الحكاية الحقيقية لكواليس إنتاجها ليست كذلك، ولعلها لا تقل إثارة: من الفوز بجوائز الأوسكار إلى الإنتاج السري خلف الستارة الحديدية خلال فترة الحرب الباردة. هكذا أصبح توم وجيري اللذان أتمّا هذا الأسبوع 80 عاماً من المطاردات المتواصلة، أحد الثنائيات الأشهر في العالم، وربما ليس في عالم الرسوم المتحركة فقط.

كان فنانا الرسوم المتحركة الشريكان بيل هانا وجوزيف باربيرا يعانيان من حالة إحباط في قسم الرسوم المتحركة في استديو ميترو غولدن ماير، ويشعران بحاجة ملحة لابتكار شخصيات قادرة على منافسة الشخصيات الكرتونية الناجحة مثل ميكي ماوس، وبوركي بيغ والتي تنتجها استديوهات أخرى.

وحاول الشريكان الشابان، اللذان لم يكونا حينها قد بلغا الثلاثين من العمر، تطوير أفكارهما. وكان باربيرا يميل إلى فكرة بسيطة لعمل كارتون عن قط وفأر تجري بينهما صراعات ومطاردات مستمرة، برغم كون الفكرة معروفة وسبق استخدامها.

وخلال عقدين من الزمن، أنتج هانا وباربيرا أكثر من 100 حلقة من هذه المغامرات. وكان العمل على كل منها يستغرق عدة أسابيع، وبكلفة تصل إلى 50 ألف دولار أمريكي. ما يعني أن سنة كاملة لا يمكن أن ينتج فيها سوى بضع حلقات فقط.

واعتبرت الرسوم المتحركة توم جيري من الأنجح في العالم، وبفضل الرسم اليدوي الدقيق لشخصياتها وخلفياتها الغنية بالتفاصيل، نالت سبع جوائز أوسكار، كما ظهرت في أفلام هوليوودية عديدة.

لكن رسوم توم وجيري المتحركة، بما تتضمنه من عنف هزلي، وكوميديا سوداء في بعض الأحيان، لا تزال اليوم تتمتع بشعبية هائلة في كافة أرجاء العالم، وهي تعرض على التلفزيونات ضمن برامج الأطفال في كل مكان من اليابان إلى باكستان.

وفي الصين استقطبت لعبة “توم وجيري” على تطبيق خاص بالهواتف المحمولة أكثر من 100 مليون مستخدم.

المصدر bbc