هيفا وهبي تفوّقت على نفسها ونافست كبار ممثلي الدراما المصرية


رأي خاص – فاطمة داوود

انتزعت النجمة – الممثلة هيفا وهبي، اعجاب النقاد والجماهير على حد سواء. ليس بالأمر السهل. ثمة انقسام دائم على جودة الأعمال وحسن الأداء. وحدها وهبي هذا العام جمعت المجد من طرفيه. أرقام مواقع التواصل الاجتماعي تنطق بالملايين. اليوتيوب سجل نسب مشاهدة عالية للحلقات منذ بداية العرض وحتى الآن. “الحرباية” احتلت التراند العالمي في تويتر اثناء عرض الحلقات. ناهيك عن الصحافة التي كتبت المقالات المثنية على الموهبة التمثيلية والتجدد في الشخصيات.

“عسلية” تغيّرت. لم تعد تلك الصبية الباحثة عن الحبّ، هي فقط تريد العيش الكريم لكن الماضي التعيس فرض عليها الكذب، والهروب من حقيقة زواجها من بلطجي واسلوب حياة اختها “فتون” الملتوي. اضطرت ان تغير جلدها لتصبح “زينب ” المحجبة والملتزمة دينيا. هكذا تقتضي المرحلة فلتمشي بها، رغم ارتكابها لجريمة ربما وهي تعدد الأزواج غير الشرعي. مرة جديدة، يكشر الماضي عن انيابه وتظهر العرافة في حياتها لتقض مضجعها وتدفعها لسرقة زوجها والهرب نجو المجهول.

هي لم تخطط. ليست بذاك الدهاء النسوي. الحرباية ليست من الحيوانات المعروفة بذكائها، فقط تتلون مع التراب لتبعد عنها الخطر. هكذا كان سهلاً عليها ان تتلون باسم “لبنى” حين التقطتها عائلة ثرية بالصدفة في الشارع محاولين مساعدتها لإيجاد عائلتها. “لبنى” للمرة الثالثة أغوت ابن العائلة الشاب “طارق” وتزوجته وانجبت منه طفلة اصبحت بعمر السنة تقريباً. لعبت الدور باتقان شديد. لم يكن بالحسبان ان تقنعنا هيفا بهذا الدور الملوّن، فقد وصلت الى اقصى درجات الإقناع ما يبشر بنجمة من العيار الثقيل ومنافسة قوية في السباق الرمضاني.

حكماً، ان ذكاء وهبي دفعها لاختيار الورق المصنوع والمحبوك بوتيرة حماسية، لكن الأداء امام الكاميرا هو الأكثر ذكاءً مع عفوية السهل الممتنع .

هيفا وهبي كان الحصان الرابح في رمضان 2017 كبطولة انثوية في ظل بطولات مطلقة للرجال بمصر، فقد وقفت بوجه “ياسر جلال” (ظل الرئيس) ، أمير كرارة (كلبش) ، هاني سلامة (طاقة نور) ، اسر ياسين وباسل خياط (30 يوم) ، يوسف الشريف (كفر دلهاب) الى غيرهم الكثير من النجوم الرجال بينما كانت هي الاستثناء كبطلة مطلقة في مسلسلها، لكن لا ننسى وجود النجمة يسرا لكنها لا تعد من الجيل المنافس، فهي صاحبة تاريخ طويل لا يقارن بأي ممثل.