أستراليا أول دولة تعلن السبت أول أيام عيد الفطر.. مركز الفلك الدولي ينشر بيانا مشتركا بعد جدل أثير بشأن رؤية هلال شوال


أعلن مجلس الإفتاء الأسترالي في بيان عن تحديد غرة شهر شوال، وأول أيام عيد الفطر المبارك في أستراليا، تبعاً للحسابات الفلكية التي يعتمدها المجلس.

وأوضح مجلس الإفتاء : “نظراً لتأكيد الحسابات الفلكية وعدم إمكانية رؤية الهلال مساء يوم الخميس، فإن يوم السبت القادم هو أول أيام عيد الفطر”، وذلك كما ورد في نص البيان.

في سياق متصل، أعلن مسجد باريس الكبير في بيان رسمي له أن أول أيام عيد الفطر السعيد هو يوم الجمعة الموافق لـ 21 من شهر أبريل الجاري.

وقال مسجد باريس في بيان، “بعد دراسة الحسابات العلمية والبيانات الفلكية العالمية وأرصاد القمر، قررت اللجنة الدينية للمسجد خلال خلال اجتماعها مع عدد من الاتحادات الإسلامية في فرنسا أن يوم الخميس 20 أبريل هو المتمم لشهر رمضان المعظم، وأن الجمعة 21 أبريل هو أول أيام عيد الفطر المبارك”.

من جهتها، كشفت الجمعية الفلكية ومقرها مدينة جدة في المملكة العربية السعودية أن الحسابات الفلكية تشير إلى أن القمر سيصل منزلة الاقتران لشهر شوال يوم الخميس “يوم التحري” 29 رمضان 1444، الموافق 20 أبريل 2023، عند الساعة 07:12 صباحاً بتوقيت مكة المكرمة.

وأوضحت الجمعية الفلكية أن ولادة القمر ستكون بالتزامن مع كسوف للشمس غير مشاهد في الوطن العربي.

وقال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة: “الاقتران أحد منازل القمر ويعني اجتماع الشمس والقمر على ارتفاع واحد في السماء عندما يكونان على خط طول سماوي واحد، ويكون القمر منتقلاً من غرب الشمس إلى شرقها، وهو حدث عالمي يتم في لحظة واحدة بالنسبة لجميع أرجاء الأرض”.

وأضاف: “ستغرب الشمس من أفق مكة المكرمة يوم التحري عند الساعة 06:42 مساءً، وفي ذلك الوقت سيكون القمر فوق الأفق على ارتفاع (04) درجات والزاوية التي تفصله عن الشمس “الاستطالة” (05) درجات وإضاءته (0.2 %) وسيغرب عند الساعة 07:06 مساءً بعد ( 24 دقيقة) من غروب الشمس، وبذلك ستتحقق شروط دخول شهر شوال فلكياً – حسابياً”.

وتابع حديثه: “أما رؤية القمر بالعين المجردة أو أجهزة الرصد غير ممكنة (باستثناء كاميرا سي سي دي) وذلك بسبب عمره الصغير وإضاءته الضئيلة ووجوده في وهج ضوء شمس الغروب، ومدة بقائه القصيرة فوق الأفق”.

نشر مركز الفلك الدولي، اليوم الأربعاء، بيانًا مشتركًا بتوقيع 25 متخصصًا في علم الفلك من 13 دولة بشأن رؤية هلال عيد الفطر، ولماذا يقول المتخصصون إن رؤية الهلال يوم الخميس غير ممكنة بالعين المجردة في العالم العربي والإسلامي؟

يأتي ذلك بعد جدل أثير قبل أيام عقب أنباء نُسبت إلى مركز الفلك الدولي بأن السبت سيكون أول أيام عيد الفطر وليس الجمعة، ما دفع المركز إلى الرد بأن تلك الأخبار مجتزأة وأنه “ليس جهة إعلان” بل مركزًا علميًّا يقدّم المعلومات الفلكية، مردفًا أن المقال الأصلي به تفاصيل تبين ظروف رؤية الهلال في مختلف الدول، وبناء عليها يمكن تحديد بداية الشهر من الجهات المعنية.

وجاء في البيان المشترك اليوم أنه “لا يخفى على أحد اللغط الحاصل حاليًّا في الحديث عن رؤية هلال العيد مساء الخميس 20 أبريل/نيسان 2023، ما بين مؤكد أنه سيُرى ويكون العيد يوم الجمعة وآخر يؤكد أن الهلال لن يُرى”.

وأوضح أن الهدف من هذا التصريح ليس تحديد اليوم المتوقع لعيد الفطر إذ إنه مرتبط بعوامل متعددة ما بين فقهي وعلمي، إنما غاية هذا التصريح هو بيان بعض الحقائق العلمية المتعلقة بمسألة رؤية الهلال، فوجود الهلال في السماء لمدة قصيرة بعد غروب الشمس لا يكفي للقول بإمكانية رؤيته، بل حتى مدة مكثه وعمره هي عوامل غير كافية للتنبؤ برؤيته.

وقد بيّن العديد من الأبحاث -لمتخصصين مسلمين وغير مسلمين- المدعمة بالأرصاد أنه لا يمكن الاستناد إلى عمر القمر ومكثه لإعطاء توقع مقبول عن إمكانية رؤية الهلال، ومن أهم العوامل المحددة لإمكانية رؤية الهلال هو بُعد القمر عن الشمس بالدرجات.

فرؤية الهلال غير ممكنة إذا كان بُعد القمر عن الشمس أقل من حد معين، وُجد أنه يبلغ ست درجات. ويُعَد هذا الحد، الذي يقبله ويأخذ به كل المختصين عبر العالم، مسلمين وغيرهم، من أهم العوامل للبدء بالنظر في إمكانية رؤية الهلال.

ووضع أجدادنا المسلمون العديد من معايير رؤية الهلال بعد بحث واستقصاء ومقارنة مع الأرصاد العملية، وما زالت معاييرهم حتى زماننا الحاضر تتسم بالصرامة والدقة، فهي تعطي إمكانية رؤية الهلال بالعين المجردة، إذ لم توجد تلسكوبات في عصرهم، والعين هي ذاتها العين.

واستمر الباحثون في دراسة مسألة رؤية الهلال وتجميع مزيد من الأرصاد لتنقيح المعايير إلى أن وصلت في زماننا الحالي إلى مستوى عال من الدقة ومطابقة الواقع.

وفي الحقيقة -وفق البيان المشترك- أن جميع المعايير السابقة، قديمها وحديثها، تبيّن أن رؤية الهلال يوم الخميس غير ممكنة بالعين المجردة من العالم العربي، وفق إجماع متخصصين.

إلا أن اللغط يحصل بسبب شهادات برؤية الهلال بالعين المجردة يعلم المختصون أنها خاطئة، بل توجد دراسات كثيرة تبيّن إحصائيات تلك الأخطاء عبر العالم العربي، وفي سنوات سابقة كانت تأتي في أوقات لا وجود للهلال في السماء حينها أصلًا، وعدّد البيان أمثلة على ذلك.

وأشار إلى أنه بسبب تكرار هذه الشهادات المغلوطة، فقد شكك البعض في دقة الحسابات الفلكية، وهناك من يحتج بأن المعايير الفلكية والأرقام القياسية أمور يمكن خرقها، وهذا صحيح بالطبع، ولكن خرق معايير بُنيت اعتمادًا على سجلات امتدت لمئات السنين لا يكون بمقدار كبير بل بمقدار بسيط لا يؤثر في دقتها، ويكون من أهل الاختصاص، ويجب أن تمتاز بالتكرار ومن قِبل أطراف متباينة وأماكن مختلفة.

وضع هلال يوم غد الخميس في بعض المدن العربية والإسلامية عند غروب الشمس:

  • في جاكرتا يبعد القمر حينها عن الشمس 2.7 درجة (حد “دانجون” المتفق عليه عالميًّا هو 6 درجات).
  • في أبو ظبي يبعد القمر عن الشمس 4.7 درجات.
  • في مكة المكرمة يبعد القمر عن الشمس 5.1 درجات.
  • في القدس يبعد القمر عن الشمس 5.4 درجات.
  • في القاهرة يبعد القمر عن الشمس 5.5 درجات.
  • في داكار (السنغال) يبعد القمر عن الشمس 8 درجات، ويمكن أن يرى بالأجهزة.

وبالنظر إلى جميع المعايير العلمية المعتبرة للهلال والمنشورة في دوريات محكمة، نبّه البيان إلى أن رؤية الهلال غير ممكنة بالعين المجردة في العالم العربي أو الإسلامي، وغير ممكنة حتى باستخدام التلسكوب في معظمه.

أما بالنسبة للدول التي تكتفي بغروب القمر بعد الشمس حسابيًّا ولا تشترط رؤية الهلال، أو تكتفي بإمكانية الرؤية من أي مكان في العالم يشترك معها بليل، فيصح تمامًا أن يكون عيد الفطر فيها يوم الجمعة 21 أبريل.

لكن بالنسبة للدول التي تشترط الرؤية المحلية (الصحيحة) بالعين المجردة فقط، أو الدول الواقعة في آسيا وتقبل الرؤية المحلية بالتلسكوب، فيُفترض أن تكون عدة رمضان فيها 30 يومًا، وأن يكون عيد الفطر فيها يوم السبت 22 أبريل.

وختم البيان بالتأكيد أن إعلان بدايات الأشهر الهجرية هي طبعًا من اختصاص الجهات الشرعية في الدول الإسلامية.