تجتمع الأمم المتحدة والدول الأعضاء في لبنان ومنظمّات المجتمع المدني للاحتفال بالنساء اللواتي يقُدن الكفاح ضد التدهور البيئي وتغير المناخ في لبنان


– اليوم الدولي للمرأة (الأمم المتحدة مجموعة العمل الجندري) – اليوم 8 مارس/آذار، هو اليوم الدولي للمرأة، تحتفل الأمم المتحدة بمساهمة النساء والفتيات في جميع أنحاء العالم اللواتي يقدن مهمة مكافحة تغيّر المناخ، والتكيّف معه والتخفيف من آثاره والاستجابة له بغية بناء مستقبل أكثر استدامة للجميع. لا نحتفل فحسب بجهودهن للتخفيف من الآثار الشديدة والدائمة لتغير المناخ على تنميتنا البيئية والاقتصادية والاجتماعية، ولكن أيضًا بدورهن المحوري في العمل على استدامة مجتمعات قابلة للحياة.

للاحتفال باليوم الدولي للمرأة، تضافرت جهود منظومة الأمم المتحدة في لبنان بتنسيق من “هيئة الأمم المتحدة للمرأة” وبالتعاون مع “مجموعة العمل الجندري” وبدعم من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة  حول الحملة المشتركة “النساء والفتيات يقُدن الكفاح ضد تغيّر المناخ لبناء مستقبل أكثر استدامة للبنان”. تستند الحملة إلى الموضوع العالمي، المساواة المبنية على النوع الاجتماعي اليوم من أجل غدٍ مستدام الذي يأتي في انسجام تام مع الموضوع ذي الأولوية للدورة السادسة والستين المقبلة للجنة وضع المرأة  (CSW66)  14 -25 مارس/آذار 2022 : تحقيق المساواة المبنية على النوع الاجتماعي وتمكين جميع النساء والفتيات في سياق تغير المناخ، وسياسات وبرامج الحدّ من مخاطر الكوارث البيئية”.

يعتبر تغيّر المناخ من التهديدات المضاعفة في لبنان. على مدى العقود الماضية، أدى عدم القدرة على إيجاد حلول مستدامة للتهديدات البيئية الرئيسيّة، بما في ذلك تلك المتعلقة بإدارة النفايات والطاقة المستدامة، إلى آثار خطيرة على الصحة العامة. وصل تلوث المياه الجوفية ونضوبها إلى مستويات كارثية، وتشير التقديرات إلى زيادة تلوث الهواء بنسبة 50٪ بين عامي 2017 و 2020 في لبنان.

من خلال التعريف عن مجموعة من النساء اللواتي يعشن ويعملن في لبنان لمكافحة الآثار بعيدة المدى لتغير المناخ، بما في ذلك آثاره الصحية والاقتصادية والاجتماعية على البلاد، تحتفل الأمم المتحدة وشركاؤها بإنجازات المرأة في لبنان، مع تسليط الضوء على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات بشأن المسائل المتعلقة بتغير المناخ والتدهور البيئي. المجموعة مؤلفة من تسع نساء، وهن نديدا رعد، وكارولين شبطيني، والدكتورة مايا نعمة، وعائدة غضبان، والدكتورة ميريام غصوب، وكارول عياط، والدكتورة منى فواز ، ونهاد عواد، والدكتورة نجاة صليبا، ويُشرفن على إجراءات مبتكرة في مجال التكيف المناخي، في جميع أنحاء البلاد . في محاولة للتخفيف من آثار هذا التحدي البيئي، هؤلاء النساء يعملن على بناء مستقبل من المساواة والحقوق والفرص للجميع.

وقالت نجاة رشدي، نائبة المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، والمنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في لبنان “إن النساء التسع اللواتي يجري تقديمهنّ في حملة هذا العام يأتين بدليل قوي وملموس على دور المرأة القيادي في جوانب الحياة كافة. نحن بحاجة للنساء في السياسة والاقتصاد والبيئة لضمان تعافي لبنان على نحو سريع وسهل. إن هؤلاء النساء يُلهمننا ويذكّرنَنا بأن التغيير ممكن، وأن الحلول ممكنة، وأن المعرفة من شأنها أن تخدم هدفنا المشترك لتجنب انهيار البلاد بيئياً”. وأضافت “يشكّل تغيّر المناخ في لبنان تهديداً مضاعفاً لتحديات لبنانالشديدة، ومن شأنه أن يزيد من حدّة المآزق الحالية. إن هذا يتطلّب عملاً حازماً ومشاركة جادة من جانبنا جميعاً، بما في ذلك الحكومة والشعب، لمكافحة التدهور البيئي وتغيّر المناخ في لبنان”.

تتضمّن الحملة معرضا افتراضيا للصور الفوتوغرافية يستَعرض بطلات رائدات في مجال المبادرات حول تغيّر المناخ في جميع أنحاء لبنان. سيقام المعرض الافتراضي للصور الفوتوغرافية عبر الإنترنت وسيبقى متوفرا على نحو دائم، على الموقع الالكتروني للأمم المتحدة في لبنان والموقع الالكتروني لمكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة الإقليمي. يستكمل المعرض بحدث افتراضي ينظمّ اليوم. في موازاة ذلك، ستنطلق حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من 8 إلى 15 آذار/مارس، على المنصّات الاجتماعية لوكالات الأمم المتحدة في لبنان.

وقالت سعادة سفيرة الدنمارك ميريت غول، “نحن بحاجة لكل الأيادي القادرة على المساعدة لمكافحة تغير المناخ والتدهور البيئي. لقد ألهمتني رؤية قيادة النساء في لبنان وابتكارهن لتعزيز الحلول من أجل غد أكثر استدامة. يحتاج لبنان حقاً إلى إطلاق العنان لإمكانات النساء والفتيات الموهوبات!”

وقالت سعادة سفيرة فنلندا تاريا فيرنانديز، “بالنسبة لي، إنّ النساء المدهشات اللواتي يتم التعريف عنهنّ في الحملة، يؤكّدن على ضرورة الربط بين المستقبل المستدام، والمساواة بين الجنسين، والإدماج الاجتماعي، والتعليم الجيد. لن نتمكّن من الوصول إلى مستقبل مستدام في حال واصلنا استبعاد إمكانات نصف السكان أثناء البحث عن حلول. وهذا الأمر أكثر أهمية راهناً بالنظر إلى أزمة التعليم التي تنكشف في لبنان، والتي تعيق جيلاً آخر من الفتيات من تحقيق كامل إمكاناتهن.”

ريم أسعد رئيسة منظمة “ساستاين ذا وورد“، وهي منظمة لبنانية تعمل في مجال العدالة المناخيّة وعضوة في مجموعة العمل الجندري في لبنان، وقالت نيابة عن المجموعة “على رغم الحقوق المُقيَّدة، والوصول المحدود إلى صنع القرار السياسي وإلى الموارد المالية وفرص العمل، تُثبت النساء والفتيات في لبنان أنهن قائدات التغيير، وهنّ يقدن ويُلهمن التغيير الذي يردن تحقيقه في مجتمعاتهن.”

تم الاحتفال باليوم الدولي للمرأة، لأول مرة، في الولايات المتحدة في 28 شباط/فبراير 1909. في عام 1975، خلال السنة الدولية للمرأة، بدأت الأمم المتحدة الاحتفال باليوم الدولي للمرأة في 8 آذار/مارس والذي يحتفى به الآن في بلدان عدة في جميع أنحاء العالم. في هذا اليوم يتم تكريم النساء لإنجازاتهن بغض النظر عن الانقسامات، سواء كانت وطنية أو عرقية أو لغوية أو ثقافية أو اقتصادية أو سياسية.