عندما يتحول العالم الافتراضي إلى حقيقة


بقلم بشير التغريني

مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وسهولة الوصول إليها، تنوعت أساليب الاستخدام والتفاعل في ما يسمى بالعالم الافتراضي. ولكن في ظل ما نشهده مؤخراً خصوصاً في لبنان من تأثير كبير للحياة التي نعيشها على منصات التواصل على حياتنا الواقعية، لا بد لنا من أن نسأل: هل حقاً لا زلنا في عالم افتراضي؟

لا شكّ أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت بمثابة سيف ذي حدّين كونها سلطة الرأي العام حين تنصفأشخاصوتظلمآخرين، وتصنع الشهرة من أشخاص عاديين، ناهيك عن اختلاق الشائعات والأخبار الملفقة التي تؤثر بشكل سلبي على حياة الناس.

لذلك نحذّر من الاستخدام السيء لهذه المنصات خصوصاً أن لا نقطة العودة إلى الوراء فهناك من يستخدمها للتحريض فيترصد حركات الآخرين وتفاعلهم اليومي ومواقفهم السياسية والاجتماعية وغيرها، فكما نقول “غلطة الشاطر بألف”.

كما أن خصوصيةالمستخدم باتت مهددة بشكل كبير على الرغم من إمكانية ضبط إعدادات الخصوصية فأي مشاركة أو تعليق أو حتى لايك أصبح في متناول المتابعين ما إن يظهر إلى العلن.

ونحذر من تحويل المنصات الرقمية من وسيلة للتعبيرعن الرأي والاختلاف والتنوع بحرية تامة إلى أداة للتشهير وتراشق الاتهامات وبث الكراهية والخطاب العنصري.

لكن الخطر الأكبر يكمن في استغلال الجماعات الإرهابية منصات التواصل لاستقطاب المسلحين خصوصاً الشباب منهم فينخرطوا في صفوفها مما يشكل خطراً كبيراً على الأمن والمجتمع. لذلك يجب ردم الهوة بين المسؤولين عن مكاتب مكافحة الجرائم الإلكترونية والمستخدمين للحد من الثغرات والمخاطر الأمنيةوالاعتداءاتالتقنية.