الجامعة الأميركية للتكنولوجيا AUT تحتفل بتخريج طلابها


احتفلت الجامعة الأميركية للتكنولوجيا AUTالفيدار بتخريج طلابها للعام ٢٠١٨-٢٠١٩ في حفلٍ ضخم اقيم في مجمع Platea جونيه حضره ممثلون عن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، انطوان شقير مدير عام رئاسة الجمهورية ، سيمون معوض مدير عام مجلس النواب، ممثلاً الرئيس نبيه بري وفادي فواز مستشار الشؤون الانمائية في مجلس الوزراء، ممثلاً الرئيس سعد الحريري ، النواب سليم سعادة ، انطوان حبشي ، شوقي دكاش ، المونسينيور شربل انطون ممثلاً البطريرك بطرس الراعي، الوزراء السابقون ايلي سالم وروجيه ديب ، سفراء المملكة المتحدة ، صربيا ، الهند ،فلسطين وانتيغوا وبربودا ، كما شارك رؤساء بلديات و ممثلين عن وزراء التربية والخارجية و الأحزاب ورؤساء جامعات New York و London و Toulouse
استُهل الحفل بكلمة لنائب رئيس الجامعة للعلاقات الخارجية مارسيل حنين رحب فيها بالرسميين وبالطلاب واهاليهم
والقت رئيسة الجامعة غادة حنين كلمةً قالت فيها:”تجتمع عائلة الجامعة الأميركية للتكنولوجيا AUT  وطلابها وأهلهم والأصدقاء اجتماع جني ثمار الجهد والتعب. ويتكلل الجهد بالنجاح، يتحقق وجهه الأول اليوم ، بتتويج طلابنا الناجحين، ويتحقق وجهه الثاني غداً حين تتوجهم انجازات الحياة. وبين اليوم والغد مساحة زمنية تمتد من أمس قريب وبعيد لتشكل محطة نقف فيها متأملين بصورتين متناقضتين، واحدة ضبابية وأخرى مشرقة.
أما الصورة الضبابية فهي هذه الصورة المتصلة بواقعنا الراهن المأزوم على مختلف المستويات. إنها صورة الوطن الذي يدفع ثمن حروب مدمرة جرت على ارضه منذ أواسط سبعينات القرن الماضي،ويدفع ثمن تداعيات حروب الجوار الملتهب منذ بداية هذا القرن. وفيما كانت قاعدة الحياة البديهية تقضي بخطة تقوم على عصر النفقات العامة والخاصة لتسديد فاتورة الحرب ،على غرار ما شهدته  دول وبلدان في حالات مماثلة، تولّت علينا سلطة أغرقتنا في الديون الموزعة بين انفاق غير مدروس، وهدر ونهب وسرقة داخل الحدود وخارجها ……. فأوصلتنا الى حال يهددنا فيها الافلاس، وبات الانقاذ معها مغامرة حقيقية.ً
واضافت :ًإنني أصف واقعنا الراهن باختصار، وأقر بانه صفحة مظلمة في تاريخ لبنان، والاقرار بحقيقة الازمة هو شكل من أشكال المعالجة. ومن هذا الاقرار بضبابية الصورة وظلمتها، أتطلع الى تلك الصورة المشرقة المنبثقة من ينابيع الأمل المتصل بالايمان.
ان السنين الاربعين الأخيرة المظلمة مسبوقة بمئات السنين المشرقة. وحين نقول ان كل اشراقة هي من ينابيع الأمل نعني هذا الارتباط الوثيق بين الأمل والايمان. وحين نستعيد ذكر لبنان في الانجيل سبعين مرة، وفي سواه من الكتب المقدسة، وحين نستقوي بمجد أرزه يبني سفن التواصل للعالم، ويعلي هيكل سليمان. وحين نسترجع مآثر أعلام لبنان الكبار، الذين كانوا في اساس النهضة العربية، وفي أساس خلق مفاهيم جديدة لانظمة الترقي الانساني بالعدالة والحرية وأحكام العقل والمواطنة والمساواة وقبول الآخر المختلف، وحين نستجمع طاقات الانتشار اللبناني في العالم بكنوزه الثقافية والمادية، وحين نستحضر ماضياً قام على الايمان بالله وبالحرية في الارض الملجأ، أرض بطولات الفضائل حتى القداسة، حين نتطلع الى كل هذا وسواه مما يماثله، حينها نرى الصفحة المشرقة، وندرك ان التحول العابر هو الصفحة الراهنة المظلمة، وان الثابت الراسخ هو الصفحة المشرقة. واذا كانت التكنولوجيا، كأحد أوجه الحضارة المادية، قد أسهمت في تعميم ضبابية المرحلة الراهنة وظلمتها في لبنان والعالم فان مسؤولية العلم المعاصر بمؤسساته الجامعية ان يحد من هذا الاسهام بخلق عالم يجعل التكنولوجيا محكومة بقدرة الانسان وبقيمه. ولقد اعتمدنا هذا النهج في جامعتنا AUT، وحققنا خطوات ملموسة.”
واردفت :”ومع نهج AUT هذا لم يعد من مبرر للخوف من عالم التكنولوجيا لانه مطبوع بالقيم وسيظل مطبوعاً بها. لقد حصّلت AUT تجربة علمية رائدة قوامها تعلم التكنولوجيا ومعطيات العلوم العصرية من بوّابة القيم الانسانية الرحبة، التي يظل الانسان أولويتها، والتي تبقي التكنولوجيا في خدمة هذا الانسان. ولم تكن AUT قادرة على تحصيل هذه التجربة لولا النخب الاكاديمية التي اختارتها للتعليم فيها فحافظت مع هذه النخب على مستوى التعليم بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة، ولا يسعني اليوم الا ان اتوجه اليهم بالشكر على جهودهم وإيمانهم برسالتهم التربوية.
وقد عاهدت AUT جمهورها والتزمت عهدها بأن لا تقف أعباء التعليم المادية عائقاً أمام اي طالب راغب في العلم. وقد وضعت جامعتنا خطة مستقبلية لعشرين سنة مقبلة شعارها لاءان: لا حرمان للفقراء من العلوم، ولا خوف من التكنولوجيا. كما كان لبرنامج التعاون الدولي، الذي أطلقته AUT، أثر ايجابي كبير في دفع مسيرتها التعليمية ، وقد قارب تعاوننا ان يشمل حوالي عشرين جامعة في مختلف دول العالم، يشارك مندوبو ثلاث منها في احتفالنا اليوم
وكان من شأن هذا التطور النوعي في AUT ان وسّع مساحة تواجدها داخل لبنان، فانتشرت من الفرع الام في حالات الى فروع في كل من صور وحلبا والكورة.
ان كل ما تحققه AUT يلبي موجبات العلوم المعاصرة ومعطياتها، ويلبّي طموحات شبابنا الى علوم متميزة، ويلبي أماني الاهل في أولادهم، لقد شكلوا، اي الاهل بما قدموه في سبيل أولادهم عنصر دعم فاعلاً في مسيرة الجامعة وخطواتها المتقدمة، الهادفة الى تخريج أعلام من لبنان.”
بدوره القى نائب رئيس الجامعة للشؤون الاكاديمية د.ميشال نجار كلمة بمناسبة انضمامه الى عائلة AUT قال فيها؛
“يشرفني أن أقف بينكم اليوم في هذا الحفل المهيب وذلك للمرة الأولى كجزء من هذه العائلة الكريمة، عائلة الجامعة الاميركية للتكنولوجيا … ولا يسعني هنا إلا أن أبدأ بأن أحيي رئيسة هذه المؤسسة السيدة غادة حنين وعائلتها النبيلة التي نذرت حياتها لأكثر من عقدين من الزمن لتأسيس وبناء هذه المؤسسة التربوية العظيمة ولكي تقدم خياراً جامعياً طليعياً لكل طالب علم على اختلاف ظروفه الحياتية والمعيشية والإجتماعية.
ولعله ليس من قبيل الصدفة أن تؤسس جامعة ال AUT الجامعة الاميركية للتكنولوجيا في ضواحي المدينة الأزلية الرائعة … في جبيل التي يعني اسمها مدينة الكتاب او الورق PAPYRUS والتي يعتبرها العلماء المدينة الأم للكتابة وهي التي اعطت اسمها الكتاب المقدس (BIBLE) ….
كما نحيي أيضاً جميع الخريجين من الحرم الرئيسي في جبيل و من حرم الشمال في ظهر العين في الوسط بين كورة العلم ومدينة المحبة و العيش الواحد طرابلس الفيحاء والخريجين من الحرم الجامعي في عكار و في صور مدينة التاريخ… جامعتنا منتشرة على امتداد الوطن من شماله الى جنوبه وهي رسالة واضحة من مؤسسيها والقيمين عليها أننا نريد لبناناً واحداً موحداً..
هذا الوطن الذي بدأ الله كتابته منذ فجر التاريخ وخصه بعبقريات صاغت فصولاً متتابعة من الإبداع … هو كتاب بدأ منذ الأزل وما يزال بدون نهاية … وأنتم أيها الخريجون … أنتم الكتبة … هذه هي كلمة الفصل الأخير كما يجب أن تكتبوه ليبقى لبنان الرسالة والقدوة … لبنان التسامي لا لبنان التنازلات …. لبنان الواحد والوحدة بجناحيه المسيحي والمسلم في الأله الواحد الأحد .
ماجذبني الى الجامعة الاميركية للتكنولوجيا أنها جامعة للجميع … تؤمن بأن العلم حق من حقوق الانسان الأساسية التي لا يجب أن تكون حكراً على الميسورين بل في متناول الجميع على اختلاف إمكانياتهم المادية وظروفهم المعيشية . هي جامعة لا تؤمن بأن قيمة الجامعة مرتبطة بموازنتها الضخمة وبعدد أبنيتها وبإرتفاع أقساطها بل بإرتفاع مستواها وبما تقدمه لطلابها من خبرة تربوية وثقافية ومعرفية وخبرة بالحياة وبإتصال بالعالم وبآخر حدود المعرفة.
نحن ايها الإخوة نمر بأزمة حقيقية في مجال التعليم العالي في لبنان … وهو البيئة الحاضنة للعلم في المنطقة العربية برمتها والذي كان منذ الازل يباهي بأن ميزته التفاضلية هي أولاً واخيراً العلم وحده وليس النفط أو الغاز أو الموارد الطبيعية “
 وتوجه الى الخريجين قائلاً:”
يسعدنا أن نهنئكم اليوم في هذا العرس الكبير وأنتم باقة مميزة من الوجوه المشرقة تنضم الى قافلة المتخرجين من هذا الصرح العلمي المميز. نحن فخورون بنجاحكم ولئن كنتم ستنطلقون اليوم الى عالم أرحب من المعرفة فستبقى لكم أيام الدراسة واحة طيبة من الذكريات الحلوة ونبعاً لا ينضب من الحكايات والصداقات التي تبقى ذخراً مدى العمر.
افرحوا بنجاحكم وحافظوا دائماً على تواضعكم لأنّ التواضع هو سمة العلماء والقديسين ولان العقل زاده المعرفة وهلاكه الغرور. وأوصيكم بألاّ تحبسوا علمكم في الصدور بل استخدموه كجسر بينكم وبين الآخر لتنيروا دروبه بواسطة المحبة التي هي أعظم من المعرفة وتذكروا أولا وأخيراً انكم الأمل الواعد للوطن الجريح بمستقبل أفضل وأنتم العامل الأهم في تثبيت دولة العدالة والاستقرار في لبنان.
وختم متوجهاً الى الاهل :
“اليوم تتويج لتضحياتكم وتعبكم وسهركم لتوفروا العلم لأبنائكم. وحقكم أن تفرحوا بهم وهم ينطلقون الى الحياة الأرحب وسلاحهم العلم والتربية والأخلاق. هنيئاً لكم اليوم فقد صبرتم وقاسيتم كثيراً في زمن تكتنف فيه الغيوم الملبدة سماء هذا الوطن الذي لا نريد ولا نقبل عنه بديلاً.
نهنئكم اليوم بفلذات أكبادكم الذين يتخرجون من هذه الجامعة العظيمة ليبدأوا مرحلة جديدة في طريقهم الى المدرسة الأهم…. مدرسة الحياة.
ولعائلة الجامعة الاميركية للتكنولوجيا وخاصة الأساتذة أقول: بوركت هممكم فانتم حجر الزاوية الذي يدفن في التراب ليتحمل بصمت مسؤولية البناء “.
احيت الحفل السوبرانو نادين نصار
 بعد ذلك تم توزيع الشهادات على الخريجين ال٥٠٠ .كما سلّمت حنين المهندس هاني الحكيم دكتوراه فخرية تكريماً له
في الختام شرب الجميع نخب المناسبة شارك فيه المتخرّجون وعائلاتهم.