مارسيل خليفة يفتتح مهرجانات بعلبك الدولية..وما علاقة النشيد الوطني اللبناني؟


رويترز

احيا الموسيقار العبقري مارسيل خليفة  سهرة غنائية ضمن فعاليات “مهرجانات بعلبك الدولية”، وقد حملت عنوان “تصبحون على وطن”.حسبما ذكرت وكالة رويترز العالمية.

وبدأ خليفة الاستعدادات لليلة الكبيرة، بتمارين مع الأوركسترا السيمفونية اللبنانية بقيادة لبنان بعلبكي، وكورال اللويزة بإدارة الأب رحمة. ليطلّ بعدها بين أعمدة وهياكل بعلبك الرومانية الغارقة في الزمان، حيث شيّد الفنان اللبناني، خليفة، كعادته وطنا بين الممكن والمستحيل في حفل موسيقي غنائي بعنوان (تصبحون على وطن).

وقد أحيا خليفة ليلة افتتاح مهرجانات بعلبك الدولية في معبد باخوس برفقة فرقة موسيقية تضم 85 عازفا من الأوركسترا الفيلهارمونيّة اللبنانية بقيادة المايسترو لبنان بعلبكي وجوقة سيدة اللويزة بقيادة الأب خليل رحمة.

وقدم خليفة في الحفل أغنيات صاحبت تاريخ الحرب الأهلية في لبنان والتي امتدت خمسة عشر عاما مستذكرا أولى تجاربه الموسيقية التي سبقت اندلاع شرارة الحرب بيوم واحد في 13 أبريل نيسان عام 1975.

واسترجع خليفة هذه اللحظات مع الجمهور قائلا إن الفنان عبد الحليم كركلا، مدير فرقة كركلا للرقص الشعبي، قد اختبره في مقطوعة موسيقية لحنها خليفة في زمن قصير، لكن الراقصة أميرة أصيبت برصاصة حرب في عمودها الفقري فكانت مقطوعة “رقصة العروس”.

وأضاف خليفة “تحية لأميرة ماجد المقعدة كل الحياة وأول ضحية في الحرب اللبنانية”.

وعلى المسرح وجه خليفة التحية لكل من اعتلى معبد باخوس من فنانين رحلوا وظلت آثارهم بين الهياكل وإلى هؤلاء قدم خليفة معزوفة “صلاة موسيقى الليل” والتي تداخلت فيها أصوات آلات وترية كالعود والفيلون وتمازجت مع أصوات نحو 70 منشدا قبل غناء الجوقة مقطوعة شعبية اسمها “الحنة” أعاد مارسيل صياغة موسيقاها.

وغنى خليفة “بين ريتا وعيوني بندقية” للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش و”انهض يا ثائر” للشاعر السوري أدونيس و”اكتبني قصيدة” للشاعر والصحفي اللبناني حبيب يونس و”يما مويل الهوا” من التراث الفلسطيني حيث دعا المسؤولين المتواجدين في الحفل إلى مشاركته ترديد الموال الغنائي.

وقدم خليفة أيضا قصيدة “عصفورة” من ديوان شاعر العامية المصري الراحل صلاح جاهين والتي وجه فيها تحية للفنان المصري الراحل سيد درويش وقال إنه استوحى اللحن من إيقاع درويش في الأغنية الشعبية ومن عبقه ونغماته.

ويشارك مارسيل خليفة بالعزف على عوده مع تشيللو ابن شقيقه ساري وابنه رامي على البيانو ليقدموا ثلاثية موسيقية كافتتاحية قبل الدخول في أغنية “بغيبتك نزل الشتي” للشاعر ابن بعلبك طلال حيدر.

وتوقف خليفة في الحفل بحثا عن الشاعر حيدر قائلا “شاعر مجنون يشبه آلهة بعلبك”.

ومن ثم صدح صوت مارسيل بطبقاته العالية بين أروقة الآثار التاريخية قائلا “بغيبتك نزِل الشتي. قومي طلعي ع البال.. في فوق سجادة صلا.. والعم بيصلّوا قلال.. صوتن متل مصر المرا وبعلبك الرّجال.. ع كتر ما طلع العشب بيناتنا بيرعى الغزال”.

وقدم رامي على البيانو مقطوعة موسيقية جنائزية لبيروت لكنها تبحث عن الأمل وقال مارسيل “هذه الموسيقى تبحث عن أمل مستحيل. لم يعد لدينا غير المستحيل نؤمن به. عل وعسى”.

وعند منتصف الحفل استعاد خليفة طيف والدته قائلا “سألوني مين بتحب يكون موجود بالمكان فأجبت كنت بتمنى تكون أمي. لكن أمي ذهبت قبل القصيدة وقبل الأغنية. فأنا أحن إلى خبز أمي وقهوة أمي”. وغنى أغنيته الشهيرة التي كتبها درويش إضافة إلى أغنية “سلام عليك وأنت تعدين نار الصباح”.

بعد الحفل تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي خبراً عن مارسيل خليفة بانه رفض الافتتاح بالنشيد الوطني اللبناني كما تجري العادة خصوصاً انها ليلة الافتتاح ليردّ عليهم انه سيفتتح السهرة بمقطوعة موسيقية خاصة ما اثار استياء اللبنانيين ورتبّ ردوداً كثيرة عليه، منها مطالبة احد المتابعين لجنة مهرجانات بعلبك بمقاطعته وعدم الموافقة على طلبه : ”

https://twitter.com/GeorgesElKhou20/status/1147820977365094400

https://twitter.com/suzi_orange/status/1147839474052861952

وكان خليفة كتب على صفحته في فايسبوك عن مدينة الشمس، قائلاً:

“مدينة الشمس

كنت أعدّ سنواتي على الأصابع وأرتّبها على هوى الموسيقى. أستعجل عاماً آخر كي أكبر أكثر وآتي إلى مهرجان بعلبك.

ولم تكن الطريق واضحة لصغير مثلي في ذلك الزمان، فأستعيض عن المشوار بالسماع عبر الأثير لما تبثُّه الإذاعة اللبنانية، والوحيدة آنذاك، من أعمال المهرجان.

ثمّ “وِلعِتْ” الحرب وطالت ونحن نحب الحياة أكثر حين نرى الموت في كل مكان، ونوزّع كفتّي ميزان حصتنا من البقاء، والرحيل على وقع الأغنيات العاشقات ينتحرن على شرفة وتر تنقره الأصابع في أناشيد الخبز والورد.

بعد حين دخلت في بعلبك من بوابة القلعة شاهراً الموسيقى لأندلس المجد الضائع لفرقة كركلاّ بعد انقطاع دام طوال سنوات الحرب.

وبعد غفلة في زحام الآخرين أعود إلى مدينة الشمس، إلى ليلة من ألف ليلة”.

“أصدقائي، التقيت بمدينة نيويورك بعازف البيانو العالمي “جيورجي ساندور” آخر تلامذة “بيلاّ بارتوك” حيث كان يدرّس “رامي” في “أكاديميّة جوليارد سكول”، سألني عن بعلبك ومهرجانها. وكان قد زار لبنان في أوائل الستينيات من القرن الماضي مع الاوركسترا السيمفونية المجريّة، وقدّم في مهرجان بعلبك كونشرتو للبيانو.

– لن أنسى تلك الليلة الاستثنائيّة المفعمة بالحب والنور، وذلك القمر المكتمل يطل على القلعة الساحرة! لن أنسى رائحة “الصفيحة البعلبكيّة”، ولن أنسى محبّة الناس الذين منحوني شريعة القلب”.