نجوى كرم أطلقت الصرخة عام 2004..ما الذي تغيّر اليوم؟


لم تكن شمس الغنية اللبنانية نجوى كرم على علم بان اغنية اجتماعية تعكس حال المواطن قد تتعرّض للمنع من البثّ عبر الاذاعات عام 2004، لكن ما لم تحسبه حدث، فأغنية “ليش مغرّب” وما فيها من معاني واضحة وموجهة أرعبت البعض بدون وجه حق، وفي الوقت الذي نقلت فيه معاناة المواطن مع الدواء والأقساط المدرسية والكتب، واجبار الشعب على الهجرة واجهت الرفض من قبل بعض اقطاب الطبقة السياسية.

15 عاماً، مرّوا لنصبح بعام 2019، ويطرح السؤال ما الذي تغيّر؟ هل تحسنت الأحوال أم وصلنا الى الأسوأ مع فاجعة المواطن جورج زريق الذي أشعل النار بنفسه في حرم المدرسة بعدما تعذّر عليه دفع أقساط أولاده ويأسه من الأوضاع الاجتماعية. اذاّ، 15 عاماً افرزت الصورة السوداوية التي وصل إليها الوضع الاجتماعي للمواطن اللبناني الذي أعاد طبقة سياسية ليس لأنه غبّي بل لأنها الموجودة فقط ولا خيار ثاني له.

الذي تغيّر اليوم، هو اكتساح وتسونامي السوشيل ميديا، الذي اطبق على مفاصل حياتنا على مدى الأربع وعشرين ساعة، ليكون المتنفس الجديد لكل مصيبة، وليكون مصيبة بحدّ ذاته حين نشاهد التفاعل الواسع لدرجة تصدّر وسم #جورج_زريق التراند على المركز الأول خلال يومين متتالين دون أن يكون هناك تحرّك واحد على الأرض. نعم ما تغيّر هو التخدير العام والاكتفاء بالوجود في غرف الغناية الفائقة والتنفس عبر تويتر ليس إلاّ. تجربة الأغاني الاجتماعي أصبحت ضرباً من الجنون، فمع تجربة راغب علامة بأغنيته “طار البلد” والهجوم الشرس الذي تعرّض له قد تكون اشارة واضحة لكمّ أفواه الفنانين أيضاً عن التعبير ولو بكلمات أغنية عن الشعب الذي يعاني بصمت وصلت الى حدّ التضحية بالذات، وتفضيل الموت على السجن.

تأملوا بكلمات “ليش مغرّب” وشاركونا آرائكم بالذي تغيّر بين 2004 و2019

و بتسألني ليش مغرب
وعايش وحيد
بأرض بلادي عشت معذب
و شو طالع بالأيد
سرقونا ما حكينا
شردونا بكينا
قالوا ارجعوا جينا
سرقونا من جديد
و بتسألني ليش مغرب
جعنا ما سألونا
تا نسأل ممنوع
قصدن يطعمونا
شبعونا دموع
ما هربت من بلادي
أنا بعبدها عبادي
أنا خايف ع ولادي
لا يموتو من الجوع
و بتسألني ليش مغرب
إذا بدك تسألني بالرجعه موعود
و حياتك لو فييى كنت الليلة بعود
كتب ولادى كانوا همي
دوا غالى لوجع أمي
كان حقو أغلى من دمى
لبست تيابى السود
و بتسألني ليش مغرب
وعايش وحيد
بأرض بلادي عشت معذب
و شو طالع بالأيد
سرقونا ما حكينا
شردونا بكينا
قالوا ارجعوا جينا
سرقونا من جديد