سيرة قلعة الشقيف في إضاءة ثلاثية الأبعاد بمهرجانات صور


واختارت إدارة المهرجان، الذي انطلق على المدرجات الرومانية في صور قبل أكثر من عشرين عاما نقل الفعاليات هذا العام إلى القلعة المعمرة، والتي مرت عبرها حضارات وأمم، وشهدت غزوات وفتوحات.

وغطى العلم اللبناني واجهة قلعة الشقيف، قبل أن يبدأ قماش العلم بالتفاعل مع موسيقى عازف البيانو اللبناني جي مانوكيان، التي صاحبت التاريخ المتسلسل والحروب التي مرت على القلعة، والغزاة الذين احتلوا حصونها.

وفي عرض تاريخي كانت الأبعاد الثلاثية تروي سيرة القلعة وغزواتها وفتوحاتها والجيوش التي عبرتها من الصليبيين إلى المماليك والعثمانيين والرحالة العرب.

وزُينت جدران القلعة بصور لأحداث تاريخية، في حين ارتفعت أصوات المؤذنين في المساجد، وامتزجت مع أجراس الكنائس في وقت واحد بدءا من المسجد الأقصى في القدس وكنيسة المهد في بيت لحم، وانتهى العرض بعصرنا الحالي الذي شهد على تحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي عام 2000.

وحكى العرض سيرة هذا التاريخ بالضوء واللحن والمؤثرات الصوتية قبل أن يختتم بالإشارة إلى “المقاومة اللبنانية” ودورها في دفع إسرائيل إلى الانسحاب قبل 18 عاما.

وفي شريط مصور، قالت المديرة التنفيذية للمهرجان رولا عاصي إن اختيار أرنون كموقع أثري لاستضافة المهرجان يعود إلى قرب إنجاز ترميم هذه القلعة.

وأضافت: “أحب أن أشيد بدور دولة الكويت التي كانت أول دولة عربية تلتزم بترميم قلعة أثرية ثقافية خارج نطاقها، والزائر الذي سيأتي إلى المهرجان ستتاح له الفرصة لمشاهدة هذه القلعة الأبية التي مر بها صلاح الدين وفخر الدين والعثمانيون والصليبيون وغيرهم”.

من جانبه، قال المصور أديب فرحات بعد مشاهدته العرض: “من أول ما خلقت بالجنوب لم أر هكذا عرض. كنا نعيش هذه الأجواء لكن بالحرب. أما اليوم فكان عرضا مبهرا لناحية التقنيات والتجهيزات والأبعاد الثلاثية التي جعلتنا نعتقد أن هناك جيوشا دخلت القلعة”.

وقال شادي ياسين، الذي حضر المهرجان: “نحن، الحاضرين، شعرنا بالعزة. المكان الذي كنا نراه مصدرا للقصف صار مصدرا للحياة. بالنسبة لنا الفن هو من أدوات المواجهة”.

وقالت رولا جابر: “كانت أجواء ممتعة ونحن نشعر بالفرح لأن المهرجان هذه السنة أقيم في قلعة الشقيف، وهذا حق للمنطقة أن يكون فيها مساحة للفرح”.