عمرو يوسف: دمجنا شخصيتين حقيقيتين لتقديم «الرائد نور».. والمسلسل عمل درامي متكامل وليس وثائقيًا


عاد النجم عمرو يوسف للسباق الدرامي الرمضاني، بعد فترة غياب، بعمل من أضخم الأعمال الدرامية وأقواها، مقدمًا دورًا مختلفًا تمامًا عن الأدوار التى قدمها خلال الفترة الماضية.. حيث يظهر فى مسلسل «الكتيبة ١٠١» بدور ضابط القوات الخاصة نور صلاح العزب.

ويقدم عمرو يوسف الدور بشكل واقعي، حيث البناء الجسماني المميز مع زيادة الكتلة العضلية بعد الخضوع لتدريبات مكثفة مكنته من أداء ضابط في القوات المسلحة المصرية بشكل محترف.. فضلًا عن تقمص الشخصية.

وفي حواره، مع «الدستور»، تحدث النجم الكبير عن كواليس العمل، والصعوبات التي واجهها، وكيف يرى فكرة الأعمال الوطنية التى قدمت خلال الفترة الماضية وتطرق إلى اللمسات الخاصة التي وضعها على شخصية «نور»، وكيف تمكن من الخروج بها بهذا الشكل المميز.

كما تطرق إلى خططه المستقبلية وأعماله المقبلة، حيث سيحصل على إجازة بعد انتهاء تصوير «الكتيبة ١٠١»، ثم سيستكمل تصوير فيلم «شقّو»، إذ تتبقى له ١٠ أيام تصوير، وبالنسبة لفيلم «أولاد رزق ٣» فهو في مرحلة الكتابة حاليًا.

بداية.. لماذا اخترت مسلسل «الكتيبة ١٠١» للعودة إلى السباق الرمضانى بعد فترة من الغياب؟

– طوال الأعوام الثلاثة الماضية التى غبت فيها عن الدراما التليفزيونية كنت أقرأ أعمالًا كثيرة وسيناريوهات مختلفة، وأنا أعمل طوال الوقت على اختيار عمل مناسب ومختلف، كما أننى حريص جدًا فى اختيار ما أقدمه، خصوصًا أننى أقرأ أى عمل يتم عرضه علىّ حتى لو كان كاتبه لم يقدم شيئًا من قبل ولم تكن له خبرة على الإطلاق، ومعيارى فى اختيار أى عمل هو جودته.

وعندما عرضوا علىّ مسلسل «الكتيبة ١٠١» كنت سعيدًا للغاية به، فهو عمل درامى متكامل وليس عملًا وثائقيًا، بل يقدم شخصيات من لحم ودم، بشر يعيشون بيننا بنجاحاتهم وانكساراتهم وكل تفاصيل حياتهم، بالإضافة لوجود رغبة مشتركة بينى وبين المخرج محمد سلامة فى العمل معًا، وهو ما تحقق فى هذا العمل.. وهذا طبعًا بجانب توافر العناصر الإنتاجية التى تساعد على ظهور العمل بالقوة والإمكانات التى يحتاجها للخروج بهذا الشكل المشرف الذى يشاهده الجمهور على الشاشة، خلال شهر رمضان المبارك.

 ماذا عن الشخصية الحقيقية للرائد نور؟

– شخصية الرائد نور عبارة عن شخصيتين حقيقيتين جرى دمجهما، لنصل لبطل واحد، هو «نور»، الذى أُجسده فى مسلسل «الكتيبة ١٠١».

■ كيف كانت استعداداتك لتقديم شخصية صعبة للغاية مثل دور الرائد نور؟

– كان هناك عدد من العوامل التى بنيت عليها استعدادى وتقمصى لشخصية الرائد نور فى المسلسل.. فى البداية مقابلتى مجموعة من الضباط الحقيقيين الذين حكوا لى تجربتهم الشخصية وعمليات ومواقف صعبة مروا بها وتعرضوا لها، ولم أكن آخذ منهم هذه القصص أو المواقف، فنحن لدينا سيناريو مكتوب، لكن كنت أراقبهم لآخذ منهم طريقتهم فى الحديث فى الحركة، وكنت أخرج منهم بتفاصيل أدائى شخصية نور.. ومن هنا ولدت الشخصية وعرفت كيف أتعامل معها، وأردت أن أقدم الدور بشكل طبيعى وحقيقى، فركزت على السمات الشخصية والحركية وغيرهما من حياة الضباط.

 هل أجريت معايشات أو تواجدت فى وحدات حقيقية تابعة للقوات المسلحة لتشاهد الحياة على أرض الواقع؟

– بالطبع، قبل التصوير ذهبت إلى وحدات عسكرية وتدربت على إطلاق النار كجزء من التدريب على الشخصية.. فكان علينا حساب الأمور بشكل مميز، والاستعداد من كل الجوانب حتى نقدم عملًا مختلفًا، ويحقق الرسالة المطلوبة منه.

■ كيف نجحت فى الوصول للضخامة العضلية المطلوبة للشخصية؟

– عادة أذهب إلى صالة التمارين مرة يوميًا، فأنا أحرص على ممارسة الرياضة فى حياتى الطبيعية، لكن بعد اتفاقى على تجسيد الشخصية، بدأت فى الذهاب إلى صالة التمارين مرتين يوميًا، وعملت على زيادة الأوزان التى أتدرب بها، خاصة أننى كنت أحمل- فى أثناء التصوير- ما لا يقل عن ٢٥ كيلوجرامًا من التجهيزات والمعدات، سواء وزن البيادة أو السلاح أو الزى المخصص لحمل الطلقات، وكلها أوزان ثقيلة، ويجب أن أعتاد على حملها، لأننى أتحرك بها كل يوم، ولهذا سعيت من خلال الرياضة لزيادة كتلة عضلاتى لأتحمل كل هذه الأوزان والتحرك بها. ومن خلال التمرين أصبح الأمر أكثر سهولة.

هل انشغلت بالمقارنة بين «الكتيبة ١٠١» ومسلسل «الاختيار»؟

– فكرت فى ذلك بالطبع، وكنا نسعى لتحقيق نجاح يشبه نجاح مسلسل الاختيار أو يتجاوزه، لأن من الضرورى تقديم أعمال وطنية للناس، تحكى قصص الأبطال.

والحمد لله، أعتقد أننا نجحنا فى تقديم عمل صادق للجمهور، وتأكدت من ذلك حينما رأيت ردود الأفعال.. أنا وكل صناع العمل كنا نسعى لتقديم عمل يصل لقلوب وعقول الناس، وأنا سعيد بكل ما حققناه.

مدير التصوير يقدم صورة تقترب من اللوحات، والمخرج محمد سلامة والكاتب إياد صالح وكل زملائى فى العمل اجتهدوا لتحقيق هذا النجاح.. فأحمد الله على ذلك وهى تجربة مهمة للغاية.

 ما أصعب المواقف التى واجهتك خلال التصوير؟

– أصعب شىء فى مثل هذه النوعية من الأعمال أنك تعمل بكامل طاقتك، وتحرص على ألا تصاب بمرض أو تستسلم له.. لا بد من أن أكمل تصوير العمل تحت أى ظرف.

مثلًا، فى أثناء مشهد التفجير الذى حدث فى الحلقة الأولى، أُصبت بشظية منه جوار عينى اليسرى، واستيقظت صباحًا لأفاجأ بورم فيها أغلق عينى، وذهبت لمستشفى الطوارئ فى الثامنة صباحًا، وأجرينا فحوصات وكانت إصابة بسيطة الحمد لله، استلزمت العلاج لمدة أسبوع فى المنزل.

هذه الأمور مهمة، ليس لأننى أخاف على نفسى فقط، بل لأننى أخاف على العمل، وعلى مجهودى ومجهود زملائى.

ما ردك على من يقولون إن أى مسلسل رمضانى يجب أن يكون من ٣٠ حلقة؟

– هذا غير صحيح، فقوة الأحداث الواردة فى القصة هى التى تحدد عدد الحلقات، وأنا سعيد بأننى أرى هذا العام مسلسلات مكونة من ١٥ حلقة و٢٠ حلقة و٣٠ حلقة.. هذا التنوع مطلوب.

وبعيدًا عن عدد الحلقات، أرى أن المسلسل الجيد يفرض نفسه فى أى وقت، سواء عُرض فى بداية رمضان أو فى آخره.

من حق الكاتب أن يحكى حكايته فى أى عدد حلقات يريده، ومن الممكن أن تكمل القناة الموسم بعمل آخر، وهذا شىء صحى جدًا، وأطالبكم بالرجوع للأعمال التى صنعت مجد الدراما، سواء «الراية البيضا» أو «ليالى الحلمية» أو «رأفت الهجان» وغيرها الكثير من الأعمال.. كلها كانت متحررة من قيد عدد الحلقات، وكانت الحلقة مكثفة والشخصيات قوية وحقيقية.. من ينسى فضة المعداوى مثلًا؟ أو مفيد أبوالغار؟ أو كل شخصيات ليالى الحلمية ورأفت الهجان؟ 

 كيف كان إحساسك حينما تلقيت ردود الأفعال الأولى على المسلسل؟

– أحمد الله.. وصلتنى ردود أفعال كثيرة من داخل الوسط وخارجه، ومن أصدقائى منذ أيام الدراسة، وأنا سعيد بها جدًا، لأنها لم تكن مجاملة.. المجاملات تكون فى الحلقة الأولى، لكن الإشادات بدأت فعليًا من الحلقة السادسة.

■ لماذا لا توجد أسماء على تتر بداية العمل؟

– لم تكن هناك أزمة فى هذا، فالناس تعرف من هو عمرو يوسف ومن هو آسر ياسين.. وقرار التتر كان للضرورة الدرامية وقرار من الجهة المنتجة لم نتوقف عنده أبدًا. 

■ ما رأيك فى العمل مع آسر ياسين؟

– أنا مستمتع بالعمل مع آسر ياسين، ونحن صديقان منذ زمن بعيد، ورغم ذلك لم نتعاون من قبل.. هو إنسان رائع ومحترف ومجتهد.

 لماذا لم نرَ تعاونًا جديدًا بينك وبين كندة علوش؟

– سأستغل الفرصة وأكشف لجمهورى من خلال جريدة «الدستور» أننى سأقدم عملًا جديدًا مع زوجتى كندة، مكونًا من ١٠ حلقات.. لكن لن أتحدث عن أى تفاصيل أخرى خلال الفترة الحالية.

■ .. وما خططك المستقبلية على مستوى الدراما والسينما؟

– بعد انتهاء تصوير «الكتيبة ١٠١»، سأحصل على إجازة، ثم أستكمل تصوير فيلم «شقّو»، إذ تتبقى لنا ١٠ أيام تصوير، وبالنسبة لفيلم «أولاد رزق ٣» فهو فى مرحلة الكتابة حاليًا، ولا بد أن يكتب بتأنٍ لنقدم جزءًا لا يقل جمالًا عن الجزءين السابقين.