طارق سعد يكتب: بالمصري واللبناني .. سيرين عبد النور تلعب مع الكبار


طارق سعد:

على ممر عرض الأزياء كانت تسير بكامل رونقها وأناقتها .. ثقتها في نفسها جعلتها ملفتة .. ثقتها في مواهبها أيضاً جعلتها لا تتوقف عند هذا الممر فقررت استغلاله كممر لدخول الفن .. كان صوت “سيرين عبد النور” معبراً عنها وعن طاقاتها .. قدمت أغنيات متعددة نجحت خاصة أنها تملك كاريزما تجعلها كما يقولون في لبنان “بتفوت عالقلب دغري” لم تنافس أحد بأغنياتها ولا لونها الغنائي ولكن ذكائها جعلها تصنع من نفسها حالة غنائية فرضت نفسها على الساحة وكسبت جماهيرية كبيرة داخل وخارج لبنان وأصبح اسم “سيرين عبد النور” مصدر جذب للدرجة التي تجعلك حتى إن لم تكن من جمهورها إلا أنك ستسمعها وتراها وهي معادلة صعبة تحققت لـ “سيرين” تلقائياً دون تخطيط أو مجهود.

لم تكتفي “سيرين” بالغناء فنجاحها الكبير جذب إليها كاميرات السينما ولكن هذه المرة جاءت لها من مصر في فرصة العمر لتتقاسم البطولة مع نجم الكوميديا “محمد هنيدي” في فيلمه “رمضان مبروك أبو العلمين حمودة” وكانت المفاجأة بالنجاح الساحق الذي حققته واستقبالها من الجمهور المصري على شاشة السينما وحبه الجارف لها فجواز مرورها كان في طبيعيتها وتلقائيتها وسلاسة أدائها وذكائها في توظيف قدراتها وأدواتها وهو ما جعلها تختصر مسافات طويلة لتتربع على القمة وتنفتح لها كل الأبواب .. فبالرغم من أن “رمضان مبروك” تم إنتاجه في عام 2008 ورغم زخم الأعمال طوال هذه السنوات إلا أن “نجلاء وجدي” مازال الجمهور يتذكر اسمها ويتداول جملتها الشهيرة مع “رمضان مبروك” .. “أنا بأهزر يا رمضان .. ما بتهزرش”.

النجاح المدوي الذي حققته في أول ظهور تمثيلي بالمصري في السينما جعلها مطلوبة درامياً فانتقلت لتتقاسم مع “أحمد عز” بطولة مسلسله “الأدهم” لتحقق مفاجأة جديدة بنجاح كبير وإشادات على كل المستويات ليرتفع رصيدها وتتغلغل داخل الجمهور المصري فأوراق اعتمادها قدمتها كاملة واعتمدها الجمهور المصري ومنحها الثقة لتقدم بطولة كاملة مع “خالد سليم” و “مكسيم خليل” في مسلسل “سيرة الحب” وهو من نوعية المسلسلات الطويلة بـ 90 حلقة ليحقق هو الآخر نجاحاً جماهيرياً كبيراً دفع المحطة المصرية عارضة المسلسل لعرض أعمالها اللبنانية السابقة فيتابعها الجمهور المصري بشغف في “روبي” الذي شارك فيه “أمير كرارة” و”لعبة الموت” مع “ماجد المصري”.

نجاحات “سيرين” المتتالية بين لبنان ومصر وبمشاركة نجوم من سوريا أيضاً جعلها نجمة عربية لها مكانها بين السينما والدراما لتقدم أعمالاً مختلفة زادت من ثقة الجمهور في اسمها على عنوان العمل وبين هذا وذاك ظهرت “سيرين” كعضوة لجنة تحكيم في برنامج “ذا كوميدي” بمشاركة “هنيدي” والراحل “حسن حسني” لاكتشاف المواهب الكوميدية وبالرغم من أن البرنامج وقتها لم يحقق النجاح المتوقع منه إلا أن “سيرين” ظلت هي أفضل ما في هذا البرنامج ومصدر البهجة الرئيسي ببراءة طلتها وعفويتها التي لا تخطيء طريقها إلى لقلب وهو ما زاد قربها من الجمهور المصري الذي شاهدها على طبيعتها خارج إطار التمثيل.

استطاعت “سيرين عبد النور” على مدار مشوارها أن تصنع لنفسها اسم ومكان يدعمها ويدفعها خطوات كبيرة إلى الأمام في أوقات مختصرة حتى تراها بطلة تصول وتجول في مسلسلها “العين بالعين” وهو مسلسل لبناني شاركها البطولة فيه زميلها القادم أيضاً من خلف ميكروفون الغناء “رامي عياش” لتقدم “سيرين” عملاً متكاملاً بأداء عالي النضج تشاهد فيه ممثلة محترفة متمكنة من أدواتها فبالرغم من صعوبة شخصية “نورا فارس” إلا أن “سيرين” تعاملت معها بذكائها المعهود وقدمتها بالسهل الممتنع فلم تقع في فخ الاصطناع أو الـ “أفورة” وهو ما ساعدها على الوصول لكل جماهير الوطن العربي في نفس الوقت الذي تقدم فيه مسلسلاً لبنانياً ليحقق كثافة مشاهدة على منصة “شاهد” المعروض عليها في مصر وكل الدول العربية وليس في لبنان وحدها ويتأثر الجمهور بالنهاية.

نجاح “سيرين” في العبور ببطولتها على منصة رقمية يذهب الجمهور طلباً لها لمشاهدتها تحول جديد في مشوارها ويؤمِّن لها منطقة الوصول فأصبحت “سيرين” تزاحم الكبار من النجوم وتقف صامدة بجانبهم تحقق نجاحها ويتنافس عملها في حلبة المصارعة بين الأعمال الفنية التي تحمل جنسيات مختلفة أمام جنسيتها اللبنانية سواء بعمل مصري أو لبناني .. فبالمصري واللبناني “سيرين عبد النور” تلعب مع الكبار.