إميل رحمة في ضروري نحكي: الجزء الإنساني ملف انفجار بيروت أكبر وأقوى من قساوة القانون


عن آخر تطورات الملف السياسي في بلد التعطيل، ومصير التشكيل الحكومي وملفات سياسية أخرى تحدثت الإعلامية داليا داغر هذا الأسبوع مع ضيفها النائب السابق إميل رحمة، وناقشت ملف الوجود المسيحي، ومواقف الكنيسة المارونية، وما تبقى من صلاحيات رئيس الجمهورية، مع الوزير السابق سجعان قزي، بالإضافة إلى مداخلة مع الوزير السابق رشيد درباس للوقوف على جريمة المرفأ بعد إبعاد القاضي صوان عن الملف، ومبررات “المستقبل” في ظل استمرار تعطيل التشكيل وارتفاع حدة الأزمات أمنياً ومعيشياً.

مقدمة ضروري نحكي
استهلت داغر برنامجها بالقول: “هاتوا أربعة إصلاحات وخذوا كل ما تشتهون من حقائب وأثلاث ووزارات. هاتوا أربعة إصلاحات وخذوا الحكومة وكل ما بعد الحكومة. هاتوا أربعة إصلاحات فقط وهذا توقيعنا على بياض حتى انتهاء السنتين المتبقيتين للعهد”.
وأضافت: “لم يطلب باسيل في مؤتمره أمس وزيرًا بالزائد أو بالناقص. لم يدخل في الزواريب التي سئم منها الشعب. علق على البازار المفتوح لكنه لم يدخله. قال بوضوح إن أولوياته مختلفة، وإن أولوياته في مكان آخر: فأولوياته حيث الناس. أنتم تحدثوننا بمقعد بالزائد أو بالناقص، ونحن نحدثكم بالكابيتال كونترول ورفع الحصانات والسريات والتدقيق الجنائي”.
وختمت داغر: “هذه المعادلة الجديدة؛ سيتجاهلونها بداية، ثم يحاولون الالتفاف عليها… وحزب الله من عمل على تسهيل التكليف وهو من سيعمل على إنهاء التكليف بعد أن تأكد المؤكد بأن دولته لا يريد التشكيل، تحت ذرائع مختلفة ولا يريد الكابيتال كونترول لحماية ودائع اللبنانيين، ولا يريد استعادة الأموال المهربة ليتنفس اللبنانيون، ولا يريد رفع الحصانات لمحاسبة الفاسدين، ولا يريد التدقيق الجنائي طبعاً. وإن 14 آذار لناظره قريب”.

النائب السابق إميل رحمة

استهلّ النائب السابق إميل رحمة حديثه بالأزمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان “فالأزمة الاقتصادية التي نعاني منها أزمة مستعصية ونحتاج لمساعدة ولرؤية لنخرج منها، والاغتراب اللبناني هو الزاوية التي نتطلع إليها في عملية الإنقاذ اللبناني، فنحن لولا الاغتراب لكنّا في القعر منذ فترة طويلة”.

وأضاف رحمة منتقلاً إلى الملف السياسي: “صدق حزب الله بما يعد به وافٍ وكافٍ، وحتى العدو الاسرائيلي يتحدث عن صدق حزب الله، ولم يخطئ أبداً الوزير جبران باسيل في مقاربته التي طرحها بالأمس في مؤتمره الصحافي. فإعادة صياغة تفاهم مارمخايل مقبولة من الطرفين وهو تطوّر منطقي لمواكبة التطورات والأحداث الجديدة”.

وفي موضوع طرح بكركي، علّق رحمة: “البطريرك الراعي يعرف جيداً أنه إذا لم يتوفر التوافق الداخلي في البلد لا يمكننا الذهاب إلى أي مكان بغض النظر عن إيجابية الطرح أو عدمها، لكن الأكيد أن هناك الكثير من الذين يحاولون الاصطياد بالماء العكر بين بكركي وحزب الله، لكن الطرفين يعلمان جيداً أن ما يُنقل من كلام تحريضي عن الجهتين غير دقيق”.

وعن ملف انفجار المرفأ، أكد النائب السابق رحمة أنه في كل دول العالم تحصل أحداث كبيرة، وتصطدم العدالة مع القانون، لكن القاضي ملتزم بالنص “والريّس طارق بيطار صيته يسبقه وهو قاضٍ جريء، ويتمتع بمعايير القاضي الناجح الثلاثة:علم، نزاهة وشجاعة. لكن اليوم هناك ضغوط كبيرة في الملف، والقاضي عليه أن ينسى كل شيء وعليه أن ينسى ضغط الشارع”. داعياً النائب السابق وليد جنبلاط إلى إدلاء شهادته لدى القاضي في ملف النيترات “لأن كلامه عن مسار شحنة النيترات، يعتبر إخباراً خطيراً، فهو يقول أن لديه معلومات بأنها كانت ذاهبة إلى سوريا وتم استعمالها في الحرب السورية، وأهم نقطة في أي قضية هي التفتيش عن المستفيد من الجرم قبل أي شيء آخر”.

وتابع في الملف نفسه: “الموقوفون في ملف انفجار بيروت يمكن إخلاء سبيلهم وفق القانون لكن الخوف من ضغط الشارع، فالجزء الإنساني كبير جداً في ملف انفجار بيروت وهو جزء أكبر وأقوى من قساوة القانون، ولذلك لا داعي للمزايدة على القضاة الناظرين بالملف لأنهم لا يحسدون على موقفهم، والتحقيق الدولي يحتاج إلى معاهدات بين لبنان والخارج والمحكمات الدولية باعتراف روّادها فيها الكثير من السياسة والقليل من القانون”.

وختم رحمة في الملف الحكومي قائلاً: “المشكلة الكبرى أن كل الأفرقاء المسيحيين في لبنان كالوزير جبران باسيل يريدون حقوق المسيحيين، لكن المزعوجين منه يقولون لأنفسهم لنخلص أولاً من جبران باسيل ومن ثم نشتغل بنفس طريقته في وقت لاحق“. ورأى أنه بحسب مسار الأمور اليوم “لا حكومة في المدى المنظور” متعجباً من استمرار الحديث عن الثلث المعطل والضامن “فالاختصاصيين لا يمكن أن يشكلون ثلثاً معطلاً، فكيف لاختصاصي أن يكون معطّلاً”.

الوزير السابق سجعان قزي

بدوره تحدث الوزير السابق سجعان قزي عن مواقف بكركي، وطرْح البطريرك بشارة بطرس الراعي للدعوة إلى مؤتمر دولي لإنقاذ لبنان وقال: “غبطة البطريرك لم يدعُ إلّا إلى حياد لبنان، ولم يدعُ لا إلى بند سابع ولا سادس ولا خامس، ولا إلى أي دخول أجنبي، عسكري أو سياسي بل دعا إلى عقد مؤتمر دولي جامع يكون لمصلحة لبنان وكل اللبنانيين”.

وأضاف قزي: “لكن البعض يحاول تحوير كلام البطريرك لتعطيل هذا الطرح الذي يهدف إلى إنقاذ لبنان، كل لبنان، لاستكمال مشروعهم الانقلابي على الدولة اللبنانية. ولا يظنّن أحد أنه يستطيع أن يخيفنا بحرب أو فتنة أو أي شيء آخر. وحزب الله شريك في البلد ونحترم رأيه لكنه لا يختصر آراء كل اللبنانيين، فلا داعي لوضع العصيّ بالدواليب أو وضع العجلة أمام الأحصنة”. مؤكداً أن طرح الراعي يلقى تأييداً محلّياً وعربياً ودولياً وهو مؤتمر لا يعقد في ليلة وضحاها، والأمم المتحدة ليست أميركا ولا روسيا ولا الصين… بل هي منظمة جامعة ولبنان عضو مؤسس فيها وهي من واجبها التدخل بالدول في ظروف مماثلة، فالأمم المتحدة لا تسلبنا السيادة والاستقلال بل تعيدهما لنا”.

وأشار الوزير قزي إلى أن البطريرك عندما قدم طرحه لم يكن لديه أي تنسيق مع أي فريق سياسي، ولم يكن الطرح ضد أي فريق أو لمصلحة أي فريق آخر “البطريرك لديه احترام لحزب الله ولطالما قال إن أبواب بكركي مفتوحة للحوار وللجميع، لكن هناك أطراف ترغب بخلق هذا الصراع بين بكركي وحزب الله، علماً أن هذا الصراع غير موجود في حسابات البطريرك”.

وختم: “الذهاب إلى مؤتمر دولي لا يعني القبول بشروط المجتمع الدولي التي لا تتماشى مع مصالحنا، فلن نقبل إلا بما يصبّ في مصلحة لبنان وجميع اللبنانيين”.

الوزير السابق رشيد درباس

وفي ملف انفجار مرفأ بيروت أكد الوزير السابق رشيد درباس في مداخلة أن أهالي الضحايا أصحاب جرح عميق ويبحثون عن العدالة، “والقاضي بيطار قاضٍ نزيه ومنهجي جداً، وهو رجل غارق بملفاته، وحياته الاجتماعية محدودة جداً مثل القاضي صوان، لكن من يغلي بمشاعره وعواطفه يعتبر أي كلام قانوني بذيء ويكون مستعداً لرمي أي كلام قانوني بالسهام”.

وأضاف: “القاضي بيطار بحذاقته يستطيع أن يصبح ملمّاً بالملف خلال أيام، وأتمنى من الدولة أن تزوّده بكل ما يلزم من دعم لوضع خطة منهجية سريعة، فهذا الملف كبير جداً ويحتاج للمساعدة من بعض القضاة لتسريع العمل”.

وختم درباس: “نحن أمام قاضٍ نزيه وكل ما نطلبه اليوم من المتضررين من انفجار مرفأ بيروت أن يعرفوا أن الوصول إلى العدالة يكون عبر طريقين: إما الطريق القانونية التي تصل بنا حتماً إلى الحقيقة، وإما الطريق غير القانونية التي تصل بنا إلى متاهات لن تؤدي إلى أي نتيجة، وكلّي ثقة أن القاضي بيطار سيقول الحقيقة مهما كانت الضغوط ومهما علا الضجيج حول هذا الملف”.