نُقّاد الدراما يُرحبون بـ “النهاية”.. وبوقف عرض “أم هارون”


حملت الدراما الرمضانية هذا العام، الكثير من الرسائل السياسية التي أبرزها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بالإشادة تارة، وبالهجوم والمطالبة بوقفها تارة أخرى.

ومن بين المسلسلات التي لاقت ترحيباً كبيراً بين جمهور الدراما مسلسل «النهاية» المصري، الذي تنبأ بزوال إسرائيل قبل 100 عام على قيامها.

المسلسل المصري أثار غضباً داخل إسرائيل، وخرجت وزارة خارجية دولة الاحتلال في بيان رسمي، لتندد به، واعتبرته: «مؤسفاً وغير مقبول على الإطلاق، خاصة بين دولتين أبرمتا اتفاقية سلام منذ 41 عاماً».

وفي المقابل، أثار المسلسل الكويتي «أم هارون»، موجة غضب شعبية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره عدد كبير من رواد سوشيال ميديا دعوة للتطبيع مع دولة الاحتلال، حيث يتناول حياة اليهود في المجتمع الخليجي في ثلاثينيات القرن الماضي.

ورغم أن فريق عمل المسلسل دافع عنه، ونفى دعوته للتطبيع، وأنه يستعرض فقط جانباً من الحياة الاجتماعية التي لا تعرفها الأجيال الحالية، إلا أن حالة الغضب والرفض لهذا العمل لا تزال قائمة.

وقال الناقد الفني عصام زكريا إن مشكلة المشاهد العربي أنه يتعامل مع الدراما على أنها الواقع، ورغم أن جزءاً كبيراً منها كذلك، إلا أنها في النهاية تعبر عن رأي وفكر صناع العمل الفني وحدهم، ولا يمكن أن ترضي جميع الأذواق.

وأضاف أن السبب وراء الاحتفاء الكبير بمسلسل «النهاية» الذي تنبأ بزوال إسرائيل، هو أنه لاقى هوى عند قطاع كبير من الجمهور، وتعاملوا مع المسلسل وصناعه على أنهم أبطال ويرفضون وجود إسرائيل في المنطقة.

وأشار إلى أن كاتب مسلسل النهاية لم يستبعد دولة الاحتلال وحدها من المستقبل، ولكنه أيضاً محا دولاً وشعوباً من الوجود، فالعمل لا يتكلم عن الأمريكيين والهنود والصينيين والأوروبيين، متسائلاً: هل العالم بعد 100 عام سيكون للعرب وحدهم؟

وفيما يتعلق بمسلسل «أم هارون» يرى زكريا أنه مجرد تعبير عن حقبة زمنية عاشها اليهود في العالم العربي.

ولكن الذي زاد الطين بلة، خروج المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي للدفاع عن فريق عمل مسلسل «أم هارون»، ووصف من ينتقدون العمل بأنهم من «المفسدين».

وأوضح الناقد الفني طارق الشناوي أن العمل الفني يعبر عن وجهة نظر ورؤية وفكر صناعه، وأن السبب بين التناقض في ردود الأفعال على مسلسلي «النهاية» و«أم هارون»، هو أن الأول تنبأ بزوال إسرائيل ووجود العرب في القدس، والثاني يستعرض حياة اليهود العرب قبل قيام دولة الاحتلال.

وشدد على ضرورة التفريق بين اليهود كأصحاب ديانة، وبين الصهاينة كأصحاب فكر معادٍ للعرب، مضيفاً: «حتى الآن، لم يقدم مسلسل أم هارون دعوة للصلح أو التطبيع، هو فقط يعرض بعض نماذج من يهود العرب الذين عاشوا في المنطقة».