في اليوم العالمي للوطواط.. تعرف على فوائده للنظام البيئي والبيولوجي.. وخطورته في نقل الفيروسات


سكان الخفافيش ينضبون. أصبحت الخفافيش منقرضة مشكلة لأنها تساهم في النظام البيئي أكثر مما يعتقده الناس. هذا هو السبب في الاحتفال باليوم الدولي لتقدير الخفاش كل عام في 17 أبريل.
الخفافيش هي جزء مهم للغاية من نظامنا البيئي. ومع ذلك ، تتمتع الخفافيش بسمعة سيئة بين الناس لأنهم يُنظر إليهم دائمًا على أنهم “مصاصو الدماء المخيفون الذين سينشرون الأمراض”. ولكن وفقًا لدراسات علمية مختلفة ، من النادر جدًا أن تنشر الخفافيش الأمراض وتشرب الدم. تفضل معظم أنواع الخفافيش تناول الفاكهة. كل عام ، يحتفل يوم 17 أبريل “بيوم تقدير الخفاش”. يهدف اليوم إلى تذكير الناس بأهمية الخفافيش في عالم اليوم. الدافع هو إظهار الحب تجاه هذه الثدييات الطائرة حسبما ورد بموقع republicworld

حقائق أقل شهرة عن الخفافيش:
تعيش بعض أنواع الخفافيش حتى 40 عامًا.
تتمتع الخفافيش بإحساس شديد في السمع ويمكنها حتى الرؤية في الظلام.
تستخدم الخفافيش تحديد الموقع بالصدى للعثور على الطعام.
القدرة على الطيران هي ما يجعل الخفافيش ثدييات فريدة ، لأن الخفافيش هي الثدييات الوحيدة القادرة بشكل طبيعي على الطيران المستدام والحقيقي.

وعلى مدار العصور والمجتمعات كان للخفاش حضوره القوي على مر التاريخ، وفي السينما على سبيل المثال ألهم صناعها بشخصية الرجل الوطواط وهو هنا بطل عكس الطبيعة التي ظلمت ذلك الحيوان الطائر.

وفي السينما والأدب يربط الكثيرون بين الخفاش والأمير الروماني دراكولا مصاص الدماء أو فلاد تيبس أو «المخوزق» الذي عاش في القرن الخامس عشر.

وفي الأدب العربي هناك قصيدة لأمير الشعراء أحمد شوقي بعنوان «مرت على الخفاش» يقول فيها:

مرَّتْ على الخُفاشِ مليكةُ الفراشِ

تطيرُ بالجموعِ سعياً إلى الشموعِ

فعطفتْ ومالت واستضحكت فقالتْ:

أَزْرَيْتَ بالغرامِ يا عاشقَ الظلامِ.

كما ورد ذكر الخفاش في كتاب كليلة ودمنة لابن المقفع، وفي العام الماضي، صدرت رواية بالعربية قصة «رائحة الخفاش» وهي من الأدب الصيني الموجه لليافعين للأديب تساو ون شوان، وهي تؤكد لنا أن الحلم يصبح حقيقة عندما نراه بعيون جديدة ترنو للأفق البعيد وقلوب مصوبة نحو المستقبل، وتخاطبنا «استيقظ، تذكر أن يكون لديك حلم».

كما صدرت في عام 2018 رواية غيبوبة الخفاش لـحسام حسين.

وهناك أيضاً رواية «جنة الخفافيش» لبوي جون التي تتحدث عن طبيب شاب، أمضى إجازته في مسقط رأسه (مدينة واو في جنوب السودان) للبحث عن غموض اختفاء والده، ويربط المؤلف الفلكلور بالأساطير بالواقع السياسي والاجتماعي.

وفي الأدب العالمي هناك قصة بعنوان «بلد العميان» تتحدث عن الخيار المرير بين الحبيبة والعينين ليختار البطل في النهاية نعمة البصر لكي ينعم بالفجر والشمس والطبيعة المترامية من حوله.

الحظ السعيد

الطريف أن الخفاش في الصين يرمز إلى الحظ السعيد، و5 منه تجسد النعم الخمس وهي: الصحة، الثروة، والعمر المديد، والفضيلة والموت الطبيعي.

بينما في العصور الوسطى، كان الخفاش في مجتمعات أوروبية عديدة مخلوقاً شيطانياً بتجسد في الساحرات، والشيطان.

وفي حضارة المايا يخاف الناس من الرجل الخفاش أو «كامازوتز» الذي ينشر الموت، ووصل الأمر إلى أن بعض قبائل الهنود الحمر كانت تعبده.

ومن أسماء الخفاش في اللغة العربية الخفدود، الخنفوش، الوطواط، سحاة، مصة، أبوشطيف، الطفطف، الوار، صافق، ورقة، طوير الليل.

همس الليل

في الطبيعة يتبادل خفاش الرحيق المنفعة مع الزهرة وكأنه يهمس لها فتمنحه أريجها ويمنحها بالمقابل الحياة والتجدد.

وفي غابات أمريكا الوسطى، تهمس الزهرة في الليل للخفاش الذي لا يتجاوز حجمه الإصبع، وكأنه تغريه وتناديه نحو الغواية لكي ترشده إليها في الظلام، ويفوز الخفاش بالرحيق ويرتوي ويدفع الثمن آنياً أو آجلاً بالمساعدة على تلقيح الزهرة.

الداء والدواء

وعلمياً فإن الخفاش وسيط رئيس لانتقال الفيروسات إلى الإنسان ولم يكن سارس أولها ولن يكون كورونا آخرها.

وهناك العديد من الفيروسات الأخرى التي تعيش على الخفافيش من بينها فيروس الإيبولا والسعار «داء الكلب» والعديد من فيروسات الرشح والإسهال.

ويدفع البشر ثمن كرم الخفافيش مع الفيروسات، لأنها تعتبر مضيفاً مثالياً لها، لأنها، تعيش في مجموعات كبيرة قد تصل إلى مليون خفاش في مكان واحد وغالباً ما تكون متلاصقة ببعضها البعض، وهذا ما يساعد على انتشار الفيروسات من خفاش لآخر.

توازن البيئة

لكن ورغم الأخطار التي تجلبها الخفافيش، إلا أن العلماء يحذرون من إلحاق أي ضرر بها، لأنها في غاية الأهمية بالنسبة للنظام البيئي خاصة أنها تفترس كميات هائلة من الآفات. لذا يفكر بعض العلماء بإمكانية حقنها بمصل يمنع انتقال فيروساتها إلى الإنسان والثدييات الأخرى.

ومخطئ من يظن أن الخفافيش طعام الصينيين فقط، فهي تؤكل أيضاً في بلدان عديدة في آسيا وأفريقيا. كما تستخدم في أعمال سحر الفودو الأفريقي والشعوذة.

ولا يخلو الخفاش من فوائد صحية وطبية ففي دراسة حديثة أجرتها في العام الماضي جامعة جامعة كوينزلاند الأسترالية ثبت أن سم الخفاش مصاص الدماء يمكن أن يصبح قريباً علاجاً لسلسلة من الأمراض البشرية الخطيرة، بما فيها أمراض الكلى والقلب، كما أنها قد تساعد في تحسين تدفق الدم في الأنسجة المتضررة أو المزروعة.

في المقابل أوضحت دراسة علمية أمريكية نشرت في دورية «كرنت بيولوجي» أن الخفافيش مصاصة الدماء تبني صداقات فيما بينها من خلال تشاركها في الدم وينقذ كل منها حياة الآخر بتبادل اللمس واللعق، الأمر الذي أطلقت عليه الدراسة «نسخة مرعبة من القبلة الفرنسية».