لماذا كيسي أفليك يعتذر عن تقديم الأوسكار؟ وماذا تعلم من حملة me too !


قرر الممثل كيسي أفليك الابتعاد قليلا عن عالم الشهرة والأضواء منذ تدشين حركة #MeToo المناهضة للتحرش الجنسي في هوليوود، نهاية العام الماضي، حتى لا يفتح باب النقاش مجددا حول حادث تجاوزه لفظيا وجسديا في حق اثنين من العاملات في موقع تصوير فيلمه I’m Still Here الصادر عام 2010.

بل وصل الأمر إلى اعتذاره عن تقديم جائزة أوسكار أفضل ممثلة لعام 2018، مخالفا التقليد السنوي المتبع لأكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، خوفا من الهجوم والانتقادات الحادة.

لكن يبدو أن فترة العزلة قد انتهت، خاصة وأن الممثل صاحب الـ42 عامًا ينتظر طرح فيلمه الجديد The Old Man & The Gun في سبتمبر المقبل. فقد خرج عن صمته لإجراء حوار مع وكالة The Associated Press تحدث خلاله عن موقفه من التغيرات التي تحدث في صناعة السينما الأمريكية، وتطرق إلى المشكلة التي أثرت على مستقبله.

 

في البداية، أوضح أفليك أن سبب غيابه طوال هذه المدة عمله على أكثر من فيلم، إلى جانب أنه فضل أن يقضي الباقي من وقته مع أطفاله وصديقته محاولا الاستمتاع بحياته الخاصة.

وحول الاعتذار عن تقديم جائزة الأوسكار، قال “أعتقد أن هذا ما كان ينبغي علي فعله بالنظر إلى ما يحدث في مجتمعنا الآن. ومنح امرأتين رائعتين فرصة تقديم جائزة أفضل ممثلة بدى أنه الشيء الصحيح”.

وردًا على سؤال إذا ما كانت حملة #MeToo دفعته إلى إعادة تقييم ما حدث في موقع تصوير I’m Still Here، أجاب: “أولا، فكرة أنني كنت متورطا في مشكلة ما وصلت إلى ساحات المحاكم، فهذا أمر أنا نادم عليه… أتمنى لو أنني وجدت أسلوبا آخر لحل الأزمة، أكره هذا حقا. لم أواجه أبدا مثل هذه الاتهامات قبل ذلك، كان الأمر محرجا للغاية، لم أعرف كيف أتعامل مع الأمر”.

وتابع: “لم أكن موافقا على كل شيء؛ الطريقة التي تم وصفي بها، والأشياء التي قيلت عني. كنت أرغب في حل الأمر بشكل صحيح، وفعلت ما طُلب مني حينها. واتفقنا جميعا على نسيان الأمر والمضي قدما في حياتنا. أعتقد أننا نستحق ذلك، وأنا أحترمهما كما احترماني وحافظا على خصوصيتي”.

جدير بالذكر أنه في عام 2010، تقدمت كل من المصورة السينمائية ماجدالينا جوركا والمنتجة أماندا وايت، بدعوى قضائية إلى المحكمة لاتهام أفليك بالتحرش اللفظي والجسدي في موقع تصوير الفيلم، وطالبتا بتعويض يصل إلى 4.5 مليون دولار. في البداية، نفى أفليك الواقعة وأكد أنه سيقاضيهما لتشويه سمعته، لكن بعد وقت قصير توصل الطرفان لاتفاق ومبلغ مادي لم يكشف عنه.

 

أكد أفليك في حواره الأخير إنه تعلم خلال السنوات الماضية، أن ينتقل من مرحلة الدفاع عن نفسه في هذه الأزمة إلى مرحلة النضج وتحمل المسؤولية.

موضحا: “كنت المخرج، وكنت واحدا من المنتجين في موقع التصوير. الفيلم تم تصويره في عامي 2008 و2009… وقد كان فيلم موكيومنتري غير تقليدي على الإطلاق. كان أعضاء فريق العمل هم الممثلون، والعكس، كانت بيئة عمل غير احترافية… يجب علي تحمل مسؤولية ذلك، كان هذا خطأ. فقد شاركت في هذه البيئة غير المهنية، وسمحت بهذا النوع من التصرفات من أشخاص آخرين. أتمنى أنني لم أفعل ذلك، أنا نادم على الكثير من الأشياء”.

واختتم حديثه في هذه النقطة معتذرا عن عدم التعامل بمهنية والسماح للآخرين بالأمر نفسه أثناء صناعة الفيلم.

شدد بطل فيلم Manchester By The Sea، على أن الدروس التي تعلمها في الفترة الماضية، لم تغير نظرته إلى العمل فقط، بل أثرت على دوره كأب. وذكر أفليك أنه اصطحب طفليه إلى المسيرات التي تدعم النساء حتى يفهما التغيرات التي تحدث في المجتمع، وينشآ في عالم يحاول فيه الرجال أن يكونوا نماذج للاحترام والتعامل الجيد مع المرأة.

وفيما يخص شركة الإنتاج التي يمتلكها Sea Change Media، قال أفليك إنه يسعى لخلق بيئة عمل صحية للأشخاص الذين يعملون معه، مؤكدًا أن هناك سيدة رائعة تساعده في الإدارة.