“نيويورك تايمز”: “دينا اخر ملكات الرقص الشرقي في مصر”


سلطت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية الضوء على انتشار الراقصات الأجنبيات في مصر، والجدل الذي أثير حولهن ما بين مؤيد ومعارض، مشيرة في تقرير لها إلى أن الرقص الشرقي في مصر بات في خطر ، وأن الراقصة دينا تعد “آخر ملكات” هذا الفن.

وقالت الصحيفة، إن الرقص الشرقي فن يعود لقرون طويلة في مصر، وأثناء الحرب العالمية الثانية تواجد الجواسيس الألمان والضباط الإنجليزي في كازينو بديعة، وفي سبعينيات القرن الماضي كانت الراقصات تؤدين رقصاتهن أمام الرؤساء الأمريكيين.

 

وفي العقود الأخيرة، كان الرقص الشرقي سبب لدوافع متضاربة بين المصريين الذين يرونه أما فن عالى أو ترفيه مفعم بالحيوية أو مجرد ذريعة للفت الأنظار.

لكن المحنة التي تعرضت لها الراقصة الروسية جوهرة، والتي تم سجنها لفترة بعد اتهامها بالتحريض على الفسق وارتدائها بدلة رقص عارية، سلطت الضوء على مسألة أخرى وهي: لو أن القاهرة عاصمة عالمية للرقص الشرقي، فلماذا يأتي أشهر النجوم الجدد من كل مكان باستثناء مصر؟

وتقول الراقصة الأوكرانية ألا كوشنير إن قدومها إلى مصر كان حلم لها، ورغم أنها حاصلة على درجة علمية في القانون، إلا أن مشاركتها في برنامج المواهب “أوكرانيا جوت تالنت” بأداء الرقص الشرقي جعلها تغير الطريق وتأتي إلى القاهرة، التي تصفها الصحيفة بـ”برودواي” الرقص الشرقي.

 

وتلفت “نيويورك تايمز” إلى أن الأجانب هيمنوا على مشهد الرقص الشرقي في مصر في السنوات الأخيرة، سواء أمريكيات أو بريطانيات أو برازيليات، لكن كان هناك حضور لافت لأوروبا الشرقية.

ويعارض البعض هذا الغزو الأجنبي ويعتبرونه تقليد ساخر، ويتهمون القادمات من الخارج باستغلال التراث العربي من أجل الربح، ودفع شكل الرقص في اتجاه صاخب، وهو الأمر الذي يوافق عليه حتى بعض الأجانب.

وتقول ديانا إسبوسيتو، خريجة جامعة هارفارد القادمة من نيويورك إلى مصر في عام 2008 في منحة دراسية وظلت لتبدأ مسيرتها في الرقص الشرقي، إنه لا يزال هناك الآلاف من الراقصات المصريات، لكن أغلبهن في مراتب أقل، وقالت إن الأمر يبدو كما لو أن الراقصة المصرية في خطر وهو أمر محزن للفن ولمصر.

وتحدثت “نيويورك تايمز” عن الراقصة “دينا” وقالت إنها ربما تكون آخر ملكات الرقص المصري، وأشارت إلى أن دينا، الأسطورة عبر الشرق الأوسط رقصت أمام أمراء ورؤساء في مسيرتها المستمرة على مدار أربعة عقود، وتتذكر دينا أنها رقصت أمام الرئيس الليبي الراجل معمر القذافي الذي وصفته بأنه كان لطيفاً للغاية.

وتتابع “دينا” تعليقا على اتجاهات المصريين المتضاربة إزاء الرقص قائلة: ” الحب والكره، كان الأمر دائما هكذا، فالمصريون لا يستطيعون إقامة زفاف بدون راقصة، لكن لو تزوجت واحدة منهن شقيقك، فإن تلك مشكلة”.