بالصور – يوم تاريخي للمرأة السعودية بقرار قيادة السيارة


عن france24

بدأت النسوة السعوديات الأحد في قيادة سياراتهن على الطرقات في جميع أنحاء البلاد تطبيقا للمرسوم الملكي الصادر في سبتمبر/أيلول 2017 ويرفع الحظر الذي كان مفروضا على قيادة النساء للسيارات. وتأتي هذه الخطوة في إطار الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي يطبقها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

انطلقت النساء بسياراتهن في شوارع السعودية في منتصف الليل إيذانا برفع آخر حظر مفروض في العالم على قيادة المرأة يعتبره كثيرون منذ وقت طويل رمزا لقمع المرأة في المملكة.

وقالت مجدولين العتيق التي تبلغ من العمر 23 عاما وهي تقود سيارتها السوداء من طراز ليكزس للمرة الأولى في أنحاء العاصمة الرياض “شعور غريب. أنا سعيدة جدا…اشعر بالفخر الشديد أنني أفعل ذلك الآن”.

وهذه الخطوة، التي صدر بها امر ملكي من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في سبتمبر أيلول الماضي، تأتي في إطار إصلاحات واسعة النطاق يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يسعى لتنويع اقتصاد أكبر مصدر للنفط في العالم وتحقيق انفتاح في مجتمع شديد التحفظ.

وفي شارع رئيسي في مدينة الخبر بشرق البلاد كانتنساء تقود السيارة في الاتجاهين ويهللن فيما كانت الشرطة تراقب الأمر. وقالت سميرة الغامدي (47 عاما) من مدينة جدة وتعمل أخصائية نفسية “نحن مستعدات. سيغير هذا حياتنا تماما”. وكانت سميرة من أوائل النساء السعوديات الحاصلات على رخصة قيادة.

ورحب حلفاء غربيون للسعودية برفع الحظر ووصفوه بأنه دليل على اتجاه تقدمي جديد في المملكة بعد أن كان سببا في انتقادات عالمية ومقارنات مع حكم حركة طالبان في أفغانستان على مدى أعوام.  لكن رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارات تزامن مع حملة قوية على المعارضين ومنهم بعض النشطاء الذين نظموا من قبل حملات مناهضة للحظر. وبينما يقبع هؤلاء في السجن تقود النساء السيارات بشكل قانوني لأول مرة في المملكة.

وبدأت سعوديات حائزات على رخص قيادة أجنبية في تحويلها إلى محلية في الشهر الجاري فقط لذلك من المتوقع أن يظل عدد السائقات قليلا نسبيا في البداية. وسيتطلب الأمر بعض الوقت قبل أن تصبح أخريات مستعدات للقيادة بعد التعلم في مدارس جديدة تديرها الدولة. ومن المتوقع أن يصل عدد النساء ممن يقدن السيارات ثلاثة ملايين بحلول عام 2020.

وما زالت بعض النساء يواجهن ممانعة من أقاربهن في المجتمع المحافظ. كما لا تميل كثيرات ممن اعتدن على توظيف سائق خاص للقيادة على الطرق السريعة المزدحمة في المملكة. وتقول فايزة الشمري (22 عاما) “أكيد أنا مو حابة أسوق طبعا حابة أكون أميرة حد يسوقلي يفتحلي الباب ويشوف أغراضي”.

ازدهار اقتصادي

صدر قانون في الشهر الماضي يقضي بالحبس ودفع غرامة ضخمة كعقوبة لجريمة التحرش الجنسي بسبب مخاوف من تعرض النساء أثناء القيادة للإيذاء في بلد يطبق قواعد صارمة في الفصل بين الجنسين تمنع النساء عادة من التواصل مع رجال من غير الأقارب.

وتعتزم وزارة الداخلية تعيين نساء في شرطة المرور لأول مرة لكن لم يتضح متى سيتم ذلك. وقال أحد سكان الرياض إن النساء في عائلته سينتظرن لاستكشاف كيف يعمل النظام قبل أن تبدأن في القيادة.

من المتوقع أن يؤدي قرار رفع الحظر عن قيادة المرأة السيارات، في المملكة التي كانت تحظر وجود دور سينما وإقامة الحفلات الموسيقية من قبل لكنها باتت تسمح بوجودها الآن، إلى انتعاش اقتصادي حيث من المتوقع أن تزيد إيرادات قطاعات منها بيع السيارات والتأمين.

كما سيشجع أيضا المزيد من النساء على الانضمام للقوة العاملة وزيادة الإنتاجية وإن كان ذلك على نحو متواضع في البداية.  واغتنمت شركات السيارات الفرصة بنشر إعلانات بمناسبة انتهاء الحظر كما خصصت أماكن خاصة في ساحات الانتظار “للسيدات” تتميز بلافتات وردية اللون.

وظهر على مواقع التواصل الاجتماعي وسم (هاشتاج) يحتفي برفع الحظر عن قيادة المرأة في السعودية. لكن بعض ردود الفعل كانت تهكمية بينما عكست أخرى القلق بشأن الآثار الاجتماعية للقرار.  وقال مستخدم على تويتر إنه لن يسمح لزوجته بالقيادة “والله لن تقود وهي على ذمتي.. إذا بغت تقود تروح لأبوها وإن شاء الله تسوق تريلات… قرارات مثل هذي تعتمد على الحريات الشخصية #لن_تقودي”. وتلقى الإصلاحات تأييد كثير من جيل الشباب في المملكة، الذين يطغون على التركيبة السكانية، لكن يخشى كثيرون من وتيرتها ويخشون أن تثير رد فعل معاكسا من المحافظين الذين كانوا يهيمنون يوما على المشهد