ولا عزاء لـ محمد رمضان!


طارق سعد

يبدو أن حالة الانهيار التى أصابت الأسطورة التى صنعها “محمد رمضان” لنفسه بعد نجاحات وهمية حققها دون وجود منافس حقيقى بنوعية أفلام فى فترة زمنية موصومة بالانفلات الأمنى والأخلاقى تصنف أنها الأسوأ فى تاريخ مصر وتراجعه بعد انصلاح الأحوال فى الترتيب خلف نجوم عادت بثقلها وأخرى قدمت أوراق اعتمادها بقوة وحصدت إعجاب واحترام الجمهور،هذه الحالة من الانهيار المتوقع لم يتحملها “رمضان” ومازال يعانى من صدمتها الأمر الذى جعله يفقد اتزانه وأصابه بنوبات من الـ “معافرة” دفعته مؤخراً للـ “تلطيش” فى محاولات يائسة وبائسة لإثبات وجوده وإقناع نفسه أنه مازال على القمة للدرجة التى جعلته يلغى كل من حوله ليظل وحيداً فينفرد بالقمة المزعومة!

 

لم يصدق الجمهور ما رآه على الصفحة الرسمية الموثقة لـ “محمد رمضان” على موقع إنستجرام وهو يتباهى بسيارته الفيرارى داخل منزله ويصف نفسه بها ويحذر من يفكر أن يسبق الفيرارى ويقرر أنه الأعلى مشاهدة بمسلسله على كل النجوم الموجودة فى دراما هذا العام وعلى رأسهم  من العمالقة “عادل إمام” و”يحيى الفخرانى” ويختتم كلماته بجملة صادمة أنه “رقم1 ولا عزاء للأغبياء”!

 

مجموعة من الكلمات الضالة أشعلت النار فى نفوس الجمهور والنقاد وعدد كبير من الفنانين ليطلق الجميع قذائفهم تجاهه مطالبين بوقفة حاسمة مع “بقايا الأسطورة” أمام تجاوزاته المستمرة والتى تخطت الحدود وطالب كثير من الفنانين زملائهم بعد مشاركته أية أعمال فنية خاصة أنه فى النهاية ينسب أى نجاح لنفسه.

 

ما بين قصد “رمضان” بالأغبياء سواء زملائه وأساتذته من الفنانين أو النقاد فالـ “جٌرم” واحد فما لا يلتفت إليه “رمضان” أن الجميع أصبح يعلم تماماً أن نسب المشاهدات “مضروبة” و”متظبطة” والتباهى بها لم يعد له مصداقية فبحفنة دولارات تستطيع أن تحصل على “تريند” عالمى  وأعلى مشاهدة على اليوتيوب وتستطيع أيضاً أن تستشهد برواد المقاهى الشعبية بالشوارع وتصورهم وهم يشاهدون عملك بعد أن تشترى وقت عرض العمل من صاحب المقهى مقابل أن يضبط شاشته على المحطة التى تعرض المسلسل يومياً فى توقيته مع حملات متنوعة على “السوشيال ميديا” لدعم وتأكيد نجاح المسلسل وأنه “رقم1” فتصبح جميع الأعمال هى الأولى والأعلى مشاهدة فى حدث خارق لقانون الطبيعة ويتحول بطل العمل إلى “بطل من ورق”.

 

المفارقة أن مسلسل “رمضان” الذى ينافس به هذا العام هو الأسوأ فى تاريخه الدرامى الذى أكمل الـ “3 مسلسلات” والأسوأ هنا من كل الوجوه من قصة مكررة وسيناريو مذبذب وأداء مشبع بالاستسهال والتعالى وتدخلات دفعت البطلة لإعلان انسحابها من العمل ومهاجمته نهاية بكم الكوارث من الأخطاء الإخراجية التى ربما لم تحدث بهذا الشكل ومجتمعة فى عمل واحد  حفظ ماء وجهه فقط وربط المشاهد به وجود فنان بقوة “سيد رجب” والذى يعتبر هو “النسر الحقيقى”.

 

ربما اكتساح مسلسل “كلبش” فى جزئه الثانى للمشاهدة على مستوى الوطن العربى ضرب نفسية “رمضان” فى مقتل وأصابه بهزة كبيرة دفعته لمحاولة إثبات أنه لا يزال الأقوى و”رقم1″ -عقدته الدائمة- ما جعله يلجأ للتطاول من فرط الصدمة فحتى إعلان شركة المحمول الذى شارك فيه كان الأسوأ من بين إعلانات الشبكات الأربع وكانت طلته هى الأسوأ على الإطلاق وسخر منها الجمهور بأشكال متعددة حتى الإعلان الخيرى لصالح الأطفال المرضى أقحم فيه إعلاناً لعمله المسرحى فى لقطة فاجرة صادمة ما جعل “رمضان” هذا العام وبخسارته قمة السينما لصالح النجم “أحمد السقا” هو “رقم1 فى الانهيار”.

 

الغريب أن كل الدارما الرمضانية لهذا العام تلاشت وفقدت بريقها وزهوتها أمام دقيقة إعلانية غنائية بصور لأسطورة التمثيل الحديث الحقيقية “أحمد زكى” فيحصد أعلى مشاهدات ويصبح حديث الجمهور ليظل “أحمد زكى” هو “رقم1” بمجموعة من الصور بعد رحيله بـ 13 عام ليؤكد أن الفنان الحقيقى بإبداعه واحترامه لفنه وجمهوره يظل حاضراً حتى ولو غاب جسده لعشرات وعشرات السنين.

 

ولأن كل إناء ينضح بما فيه كان رد “محمد رمضان” على منتقديه مختصراً فى جملة واحدة ….

“من أفضل صفات الأسود أنها لا تنشغل برأى الحمير فيها” وبحسب علم النفس معروف علمياً أن دائم الوصف لغيره بصفات منحطة يكون فى الحقيقة هو المبتلى بها.

 

أصبح من الواجب على من يهمه أمر ومستقبل “محمد رمضان” أن يقنعه بالتواصل مع طبيب نفسى ماهر يستطيع أن ينقذه من نفسه التى تعبث به ويخلصه من قسوة عقد الماضى وطباعه الذى لا دخل لأحد ممن حوله به حتى يستطيع أن يعود لرشده ويصدق ما هو فيه الآن ويستطيع التعامل معه بسلوك قويم مناسب فلا يعقل أن ينتظر وقوع كارثة ترد له صوابه ووقتها لن يستفيد شيئاً مواجهاً مصيره وحيداً كتوبة اللحظات الأخيرة فى الحياة فلا قيمة لها على الإطلاق.

 

سيرحل الجميع ويبقى موثقاً ما سيُترك ذكرى وسيرة للأجيال القادمة …. “ولا عزاء لـ محمد رمضان”.