كلمة حرّة


قد يكون الحديث عن الاعلام المعاصر ضرباً من الفلسفة غير المفهومة. لذا الأجدى ان نتحدث بلغة السوشيل ميديا. هذه الكلمة الأجنبية والمعرّبة لكثرة استخدامها والتي اصبحت من المصطلحات العربية وتجذرت بها بسرعة قياسية لا تتعدى الخمس سنوات.

الكلمة التي قلبت موازين الإعلام، فقدمت أشخاص وأخّرت آخرين، وأعادت تموضع عناصر الخريطة الاعلامية العالمية. اليوم، لم يعد للصحافي وقتاً محدداً. لم يعد له مكتباً مركزياً. المتطلبات تغيرّت. مدة العمل أصبحت أكثر ارهاقاً. لم تعد الأربع وعشرين ساعة كافية لمتابعة كل ما يجري حول العالم أو على الأقل في المساحة العربية التي يعيشها. اذا ما المطلوب منه؟ هناك أشياء غير ثابتة لكن أبرزها أنه يجب وضع معايير خاصة للمهمّ والأهمّ، للمثير وللأكثر إثارة، للمسموح وغير المسموح. هكذا، نسفت القواعد جميعها، لم يعد هناك رادع ولا حاجز. كل شيء متاح. كل شي مشاع.

حقيقة واحدة قد تكون صحيحة وهي ان الاعتماد يكون على الضمير الاعلامي، فهو المقياس الثابت سواء كانت الوسيلة رقمية او تلفزيونية او مطبوعة لو وجدت.

هذه التجربة ستخضع للضمير الإعلامي، لما خطّه كبار الصحافيين قبلنا، ومعنا. للرأي العام المعروف أو المزيّف وراء حسابات وهمية.

ستخضع لكل أنواع المحاكمات. لذا ستكون دائما تحت ثقل الآراء، وتحت مجهر القضايا والشخصيات التي ستتناولها. والوعد ان يكون ضميرنا هو المظلة الأساسية لكل كلمة وكل حرف.