ما هو سرّ نجاح إيلي صعب؟


لا يستطيع المرء الا ان يقف مذهولاً امام هامة أو ربما اسطورة نجاح كالمصمم اللبناني إيلي صعب.

ذلك الطفل الذي ولد في 4 تموز في بيت متواضع وعائلة ليست بميسورة، استطاع ان يقتحم العالم بإبداعه ليبثت للبشرية أن الانسان هو الثروة الكبرى أولاً وأخيراً.

لم تكن البداية سهلة، لكن الموهبة أقوى. هكذا، بدأ من عامه الثامن يرسم على الورق أشكال الفساتين ويحلم بتحويلها الى فساتين من أقمشة حقيقية.

انتسب الى مدرسة تصميم الأزياء في باريس وبدأت رحلة المهنة، الى أن قدم أول عروضه في كازينو لبنان عام 1982، فظهرت قدراته الابداعية وحوّل وسائل الاعلام كلها نحوه كمبدع وموهبة قادمة بقوة الى المنافسة.

عمل حثيثاً وانكب على تصميم الأزياء، فجذبت فساتينه كل النساء وأصبح الاختيار الأول لديهن لكل المناسبات في الأعراس والمناسبات الاجتماعية. وقصدته نجمات الفن ليتألقن بتصاميه في المهرجانات الكبرى.

الخطوة الكبيرة في حياته كانت عام 1997 حين عرض مجموعة أزياء لربيع وصيف 1997 خلال اسبوع الموضة في روما ALTAS MODA WEEK وكانت المرة الأولى التي يعرض فيها مصمم عربي في روما. بعدها، اصبح ملهم المصممين الذين حرصوا على المضي في خطواته كي يصلوا الى العالمية. وتتابعت النجاحات حتى خريف العام 1998  حيث وضع تصاميمه الخاصة للألبسة الجاهزة (مجموعة خريف وشتاء 1998-1999) التي نفذت في مشغله في ميلانو – ايطاليا. ولقد حققت هذه المجموعة نجاحاً كبيراً وملفتاً في العاصمة الإيطالية وصدّرت الى معظم دول العالم، وهي موجودة حالياً في أفخم المحلات الباريسية والعالمية على حد سواء مثل، روسيا، المانيا، بريطانيا، تركيا، دبي وغيرها.

في تشرين الأول من العام 2005 وخلال مهرجان باريس لموضة ربيع وصيف 2006، أذهل المبدع اللبناني إيلي صعب خبراء الأناقة بتصاميمه المبتكرة للألبسة الجاهزة، والتي كان من الصعب التمييز بينها وبين تشكيلات الخياطة الراقية، والتي كانت وراء شهرته العالمية وتحوّله الى المصمم الأول لدى نخبة السيدات الأنيقات في مختلف أرجاء العالم. أظهر هذا العرض في باريس، شغف إيلي صعب بالتفاصيل وتوقه الدائم الى الكمال.

لكن النجاح الكبير يقابله تعب كبير ، فهو يعمل 20 ساعة في اليوم، وهو ما يعتبر شغفاً لا حدود له، ويبقى ساعات طويلة في مشغله الكبير الواقع في بناية صعب وسط بيروت الذي انشأه في بداية التسعينيات.

المحطة العالمية بدأت عام 2002 حين ظهرت الممثلة هالي بيري في حفل توزيع جوائز الأوسكار بتصميم من مجموعته وحصلت بيري على لقب صاحبة أجمل فستان في الحفل الى جانب طبعا حصولها على لقب أفضل ممثلة. هكذا، تداول الاعلام العالمي صورها بالفستان الموقع بأنامل ايلي صعب، ليصبح بعدها ايضا قبلة النجمات العالميات.

اليوم، وتزامناً مع اقامة حفل مهرجان كان السينمائي، اختالت أبرز النجمات العالميات من تصاميمه على السجادة الحمرا، لا بل كانت له حصة الأسد بين كل المصممين والماركات العالمية. الأمر الذي اعتدنا عليه في كل المهرجانات الكبرى حول العالم.

طموحه دفعه للبحث عن أحلام جديدة، فهو الى جانب تصميم فساتين الأعراس والأزياء اليومية الراقية ، أيضاً اتجه الى الأكسسوارات والعطور وحقائب اليد وتتواجد كل ابداعاته في 70 نقطة حول العالم. كما أوردت مجلة “باري ماتش” الباريسية ان دار أزياء إيلي صعب الأولى في المبيعات عالمياً.

أما ما هو سرّ نجاحه؟ يقول “أرفض النوم على أمجاد الماضي، كل يوم هو تحدي جديد بالنسبة لي، وكل عمل اشعر انه الأول لي”.

تعرّف على أبرز النقاط الموجودة في شخصيته:

1- أهمّ النساء بالنسبة له هي والدته، فهو الابن البكر في عائلة مؤلفة من 5 أولاد، ولطالما كانت والدته الصخرة التي تجمع حولها كلّ أفراد العائلة.

2- الجزء المفضل بالنسبة إليه في جسم المرأة يختلف بين نظرته كمصمم ونظرته كرجل: فالخصر هو الجزء المفضّل بالنسبة للمصمم إيلي صعب الذي يسعى إلى إبرازه في تصاميمه. أما بالنسبة لإيلي صعب الرجل فعيني المرأة هي الجزء المفضّل بالنسبة إليه كونهما أصدق مرآة تكشف عن مكنونات عقلها وروحها.

3- اللقاء الذي ترك أثراً كبيراً على حياته هو لقائه بزوجته كلودين. فهي ترافقه منذ 25 عاماً، وهو معجب جداً بالطريقة التي اعتمدتها لتربية أبنائه الثلاثة.

4- عن العنصر الأساسي الذي يبرز جمال المرأة برأيه يعتبر صعب أنه السلام الداخلي الذي تعيشه، فهو يبرز جمالها أكثر من أي ثوب أو مستحضرات ماكياج.

5- عطره المفضّل هو رائحة أشجار الليمون التي كانت تحيط بمنزله في مرحلة الطفولة، وقد اختاره كمكوّن أساسي للعطر الذي يحمل اسمه، والذي أهداه إلى نساء العالم.