عبادي الجوهر يتعرض لحملة هجوم مسيئة


يتعرض الفنان الكبير عبادي الجوهر هذه الأيام لحملة مسيئة من بعض الناشطين في وسائل التواصل الذين لا ينتمون للوسط الفني ولا يمثلون أي قيمة تذكر، في مشهد مؤسف لا يُعبّر إلا عن الأزمة التي يعانيها الفن السعودي مع قلة الذوق والاحترام، ويعكس صورة حقيقية للإجحاف الممارس ضد الأغنية السعودية منذ البدايات، وضد مبدعيها الذين حفظوا الهوية السعودية ونقلوا الإبداع المحلي إلى أرجاء العالم العربي.

فنان قدير مثل عبادي لا يليق بالنكرات أن يتطاولوا عليه بهذه الطريقة، فنان قضى عقوداً في بناء الثقافة الفنية السعودية ورسخها في أذهن الناس وبقي اسمه خالداً محترماً، كيف يمكن التساهل مع من يسيء له ويطعن في فنه، لا بل يطعن في جمهوره؟. إنه أمر مؤسف.

عبادي الجوهر برفقة “فنان العرب” يعتبران أهم فناني الخليج العربي في الوقت الراهن، بفضل إبداعهما المتواصل الذي جعلهما محل تقدير الجمهور في كل مكان. ورغم الإجماع على أهمية “أخطبوط العود” إلا أن هذا لم يعجب بعض المحسوبين على الصحافة الفنية حينما تناولوا عبادي الجوهر بشكل سطحي ينم عن فكر رديء يبغي صاحبه الانتشار فقط بغض النظر عن شكله أمام الجمهور، وهذه آفة انتشرت في وسائل التواصل التي أصبحت معقلاً لكل رأي نشاز يخالف الناس لمجرد الانتشار وطمعاً في الشهرة.

هذه الآراء الغريبة التي قيلت في حق عبادي الجوهر وفي حق الجمهور لا يمكن أن يقولها إنسان عاقل فضلاً عن مدعي الانتساب للصحافة والوسط الفني، كلها ترهات أطلقها أشخاص لا يعون قيمة الفن ولا قيمة عبادي الذي كرمه الوطن مرتين الأولى عام “2014” والثانية في هذا العام “2017” في يوم الوطن “87”.

عبادي الجوهر الإنسان والفنان لم يسلم من مراهقي “التواصل الاجتماعي” الذين تناولوه وغيره من عمالقة الفن بتسخيف وتسطيح.

بالفعل ما تواجهه الأغنية السعودية ممثلة بعبادي الجوهر أزمة حقيقية تمر بها بعد أن سعى مرتادو “السوشل ميديا” لطمس هوية العمل الجميل الذي قدم منذ نهاية الخمسينيات وحتى الآن وممارسة نوع من التشويه والتحقير، والهدف كما هو واضح استخدام أسماء الرموز الفنية كمطيّة للشهرة ليس إلا.

لم يكن عبادي الجوهر الذي استهدف فقط، فقد سبقه فنانون كبار أمثال محمد عبده وعبدالكريم عبدالقادر وغيرهما، وكل هذا التهميش ما هو إلا طمس تحت مسمى الرأي والنقد.

ومثل هؤلاء النكرات لابد أن يؤخذ على أيديهم وألا يتركوا دون محاسبة. هناك فرق بين النقد الفني المبني على أصول صحيحة، وبين الإساءة الشخصية التي تصل إلى حد القذف، وما فعله هؤلاء إساءة متعمدة تستوجب العقاب.